فجوة التعليم والثانوية العامة

نبض البلد -
الكاتبة والمستشارة التربوية : د.ريما زريقات 
منذ بدء امتحانات الثانوية العامة ونحن نلمس تزايد الاحتجاجات المرافقه لهذه الامتحانات وكذلك العام الماضي وكنت أتمنى أن نضع أيدينا على الوجع ونتأكد أن فجوة التعليم وتدني مستوى التعليم لم يتم علاجه ، فالعلاج يظهر جليا في الممارسات وتطبيق المهارات وديمومتها لاحقا ومدى اكتساب الطالب للمعرفه والوصول إلى مستوى اتقان المهارة وهذه ميزات التعلم في القرن الواحد والعشرين .
لا مشكلة بمحتوى مقرر الثانوية العامة فيدرسه الطالب ويفهمه ويحفظ قوانينه وعلاقاته لكنه يواجه الصعوبة في أن المنهاج يبنى تراكمي والمعرفة تراكميه ففي اللغة الانجليزية لن يتم فصل زمن الفعل وأقسام الجملة وحروف الجر والمعاني التراكميه مثلا عن محتوى الكتاب المدرسي وأسئلته ، كذلك في اللغة العربية ، لن يتم فصل المرفوعات والمنصوبات وأفعال التعدي والفعل اللازم والفعل المتعدي والمبني للمجهول وغيرها عن محتوى الكتاب المدرسي وأسئلته ، وهذا ما يعاني منه طلبتنا بعد كل امتحان للأسف الشديد ، فالفجوة التعليمية لم يتم ردمها أو معالجتها .
لنأتي لأسئلة الرياضيات والتي أخذت الحيز الأكبر في الاحتجاجات ، أسئلة الرياضيات مرتبطة بمحتوى الكتاب المدرسي ، الاشتقاق الضمني ونقطة التماس ، لكن للأسف المشكلة كانت في تطبيق المهارات والمعرفة والعلاقات السابقة ومدى تذكرها ، أسئلة الرياضيات في القياس والتقويم لا تقيس بعد أو مهارة واحدة فقط ولا تنفصل المهارات التراكمية عن بعضها البعض ، فمهما تمكن الطلبة من المحتوى الدراسي ، لا يمكنه دائما التمكن التام من حل الأسئلة الا اذا كان لديه الالمام التام بالمهارات والعلاقات والقوانين التراكمية ، وحقيقة هذا ليس ذنب الطالب لأن الفجوة التعليمية وتدني التعليم لم تتم معالجتهما .
حين صرح معالي وزير التربية والتعليم بأن طلبة العاشر لايقرؤون ولا يكتبون كان بناء على تقييم الطلبة في برنامج ومسار التعليم المهني والتقني ، فكيف نطبق برنامج متقدم وما زالت الفجوة التعليمية راسخة ، وأي نوع من المخرجات سيكون لدينا ؟ وأي نوع من المهارات سيتم اتقانه ؟ هذه البرامج تحتاج لأرضية قوية للبناء عليها كما هي أساسات أي بناء .
ما زلنا نقول ما أحوجنا لمن يضع كفه على الجرح التعليمي لتحديد الخلل وتشخيصه ومعالجته بعيدا عن أي علاقات ومجاملات وغيرها ، تعليمنا ينزف جرحه ولا يجد من يضمده ، أعيدوا لتعليمنا مجده ، أعيدوا له هيبته ، فسيد البلاد حفظه الله تحدث ووجه وأكد على النهضة التعليمية ، والتعليم بناء للوطن ، وللحديث بقية ....