نبض البلد - حسين الجغبير
الفرح الذي عبر عنه الاردنيون الايام الماضية بمناسبة اليوبيل الفضي لاستلام جلالة الملك سلطاته الدستورية يؤكد أن ابناء هذا الوطن يعانقون مليكهم ويلتفون حوله كمبدأ من مبادئ الانتماء لكل ما هو اردني.
جوب الشوارع حاملين صور جلالته واعلام الاردن، هو طباع الاردني الذي طالما أثبت صموده في وجه كل الصعاب والتحديات التي تمر بوطنه، قابضا بيديه على جمر الولاء في وقت رأينا دولا من حولنا تنهار وتعاني رغم أن وضعها الاقتصادي كان يفوقنا بمراحل.
الاردنيون لا يتوانون عن زرع الفرح في قلوبنا وهم يسطرون هذه الملحمة الاحتفالية، رغم مرارة الألم والوجع الذي يعتصرهم على اشقائهم في غزة جراء حرب الابادة التي تنفذها الحكومة الصهيونية على القطاع.
الاردنيون يعرفون كيف يفرحون ايضا، رغم ما يعيشونه من اوضاع اقتصادية ومالية صعبة، والتي هي انعكاس لوضع المملكة الصعب. يسابقون الزمن في ارسال رسالة للعالم أجمع، خصوصا اولئك الذين يسعون لزرع الفتنة بين الناس مع كل ظرف صعب يمر به الوطن، رسالة مفادها أننا نلتف حول قيادتنا، فخورون بما تقدم من منجز على الصعيد المحلي، وتأثيرها السياسي الخارجي، وحكمتها في الدفاع عن قضايا المنطقة، وحمل لوائها في كل مكان، في الملف الفلسطيني، والسوري، واللبناني، وغيرها من القضايا الاساسية التي ستؤثر على استقرار العالم اذا ما وجدت لازماتها حلول، وقد شاهدنا تأثير الحرب على غزة دوليا، وقد حذر منه الملك منذ سنوات طويلة في كافة اللقاءات مع زعماء العالم والمنابر الدولية.
الاردنيون يعرفون جيدا كيف يحبون مليكهم، ووطنهم، وبعضهم البعض، ويدركون أن هذا الحب هو المنعة الحقيقية لاستقرار هذا البلد، وتطوره، وازدهاره.
نفخر بمليكنا، ونفخر بأردنيتنا، وبشعبنا الأبي المناضل الصبور، وسنبقى كذلك ولن تهتز وحدتنا مهما حاول الاخرون، ممن يسعون جاهزين لان يكون لهم بابا يخترقونه الى دواخلنا وعقولنا وقلوبنا لتنفيذ اجنداتهم، وتحقيق مصالحهم على حساب بلدنا. ولم ولن ينجحوا في ذلك كما فشلوا في كل محاولة لهم.
حمى الله تراب الاردن وسماءه، ومليكه وشعبه، وأدامه منارة يهتدي بها كل ضال عن طريق النور، وكل عام ومليكنا بألف ألف خير.