نبض البلد -
د.حازم قشوع
بتوقيع إيران وروسيا اتفاقية تشارك ردعية في سان بطرسبرغ تكون الولايات المتحدة قد فشلت في استقطاب إيران لتحالفها وهذا من شأنه استكمال طريق الحرير بعد الاتفاقية التى وقعتها إيران مع باكستان قبل عدة أيام وهو ما يجعل اتفاقية الدفاع الردعي المشترك الإيرانية الروسية تعتبر نقطة تحول استراتيجي تحمل إسقاطات عميقة فى ترسيم الخطوط الاستراتيجية وعلى اذرع ايران فى المنطقة وهنا نتحدث عن قطاع غزة كما عن لبنان والعراق وسوريا واليمن كما سيكون لهذه الاتفاقيه الامنيه النووية الايرانية الروسية فى المقياس الردعي تبعات عسكرية لآليات التعامل ووسائل الاحتدام لتكون الساحة السورية هي مسرح الاشتباك القادم كونها أوسع ونشكل حاضنة عميقة للتشاركية الروسية الإيرانية وهى ما تعد محطة تحول هامة.
أما محطة التحول الاخرى فلقد حملتها مبادرة حماس بالإعلان عن نزع سلاحها مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهى ما تعد محطة تحول هامة يمكن البناء عليها فى إعادة بناء الصورة الكلية للقطاع وهي المبادرة التي تأتي متوافقة مع المبادرة المصرية للسلام والتي حملت عنوان الاعتراف في الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح مقابل تطبيع العلاقات بين إسرائيل ومحيطها العربي وهي الأرضية التي جعلت من مصر دون قطر تكون الدوله العربيه الوحيده المتداخلة في صفقة تبادل الأسرى التي يتم بلورتها بين "تل أبيب وخان يونس" وذلك بانسحاب الة الحرب الاسرائيلية من غزة وعودة النازحين الى شمال القطاع بانسحاب آلة الحرب الاسرائيلية من محور نتساريم وموافقة مجلس الوزراء المصغر لإتمام هذه الصفقة بينما تنكفئ القيادات السياسية فى تل ابيب لدراسة إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال وافق لابيد على ذلك فإن نتنياهو سيعمل على جعلها جزءا من حملته الانتخابية وهى ما تعد نقطة تحول مهمة في المشهد العام.
إذن ترطيب الأجواء فى رفح مقابل إطلاق سراح 20 أسيرا من النساء وكبار السن مقابل اطلاق 1-50 من أصحاب الشخصيات الوازنة وهى الفترة التى ستسمح بدخول الجميع بفضاءات هدنة متصلة أخرى تسمح بخروج الجميع من هذا المستنقع الذى دخل الجميع إليه ولم يحسن قراءة ابعاده العسكرية الإقليمية الدولية التي أصبح فيها قطاع غزة مساحة مناورة جيواستراتيجية تماما مثل أوكرانيا وتايوان.
وهو ذات المشهد الذي أصبح يشكل حالة شعبيه انسانية عند معظم العواصم العالمية ودخل الى حرم الجامعات واصبح يشكل ظاهرة طلابية مركزية فى الجامعات الامريكية وراحت هذه الظاهرة لتكون حاضرة فى الجامعات الفرنسية حيث شكلت حالة مركزيه للدرجة التى منع فيها المتظاهرون الرئيس ماكرون من ادلاء بخطابه في كلية السوربون والتي تعد واحدة من أعرق الكليات فى الجامعة الفرنسية وهو ما يعد أيضا محطة تحول مهمة في المشهد العام الذى يصب فى مصلحة إنهاء حالة العنف بالمنطقة ووقف عمليات التصعيد.
ومناخات التصعيد وهذه ما يريده ضابط الايقاع لإدخال المنطقة في منزلق خطير لكن المنطقه بالمقاومة والتسلح في حالة المنعة جعلتها ترفض الانقياد لما يتم الترتيب له من تغيير كان يستهدف اعادة تشكيل الجغرافيا السياسية لدول المنطقة لتقوم على الاثنية والمذهبية وتنهى صورة المنطقة العربية وهو ما يعد نقطة تحول مركزية هامة كونها المرة الأولى التى ستكون انتصرت فيها أنظمة المنطقة على ما يتم تدبيره ولم تدخل في مواجهه مع الطاحونة الأمريكية التي تمثلها إسرائيل كما لم تسمح لاسرائيل بالانتصار.
وهي المعادلة التي كان قد اتفقت حولها انظمة المنطقة من أجل حفظ مستقرها بعدم الدخول إليها عبر سياسة ضبط النفس الا ان خط المواجهة فيها حيث غزة هاشم تحملت اعباء جسيمة ميدانية عبر ما قدمته من تضحيات عز نظيرها جعلت المنطقة تنتصر بصمودها عندما رفضت التهجير والترحيل وسقطت نظرية التغيير بالنزوح الديموغرافي ... كما قدمت عبرها أنظمة المنطقة حاله رافضة الدخول فى نفق مظلم تمت قراءته جيدا من قبل أنظمتها ومن قيادتها السياسية وأخذ التعاطي معه يكون من وحى حالة استدراكية مفهومة المضمون من العناوين المطروحة، وهى القراءة الحصيفة التي جنبت المنطقة الدخول في أتون نفق مظلم كان يمكن أن يشكل الدخول اليه منزلق لن تخرج منه المنطقة سالمة وهو ما جعل المنطقة تقول في نهاية المشهد ... لم تنطلي !