نبض البلد - كشف باحثون فرنسيون عن ارتباطات مهمة بين استهلاك المستحلبات في الأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
نظام داخل الأمعاء يؤثر في السمنة والسكري.. دراسة مدهشة
ويوفر هذا التحقيق الشامل، الذي أجري على مدى فترة متابعة تصل إلى 14 عاماً، ونُشِرت نتائجه في مجلة "لانسيت للسكري والغدد الصماء"، رؤى مهمة حول الآثار الصحية المحتملة للمضافات الغذائية شائعة الاستخدام.
وتساهم الأطعمة فائقة المعالجة، المنتشرة في الأنظمة الغذائية في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية، بشكل كبير في استهلاك الطاقة اليومي بين البالغين.
والمستحلبات، وهي إضافات شائعة الاستخدام لتحسين مظهر وطعم وملمس الأطعمة المصنعة، ظهرت الآن كنقطة محورية للقلق بسبب تأثيرها المحتمل على التمثيل الغذائي.
تقول ماتيلد توفيير، من جامعة السوربون الفرنسية، والباحثة الرئيسة بالدراسة: "على الرغم من استخدامها على نطاق واسع، إلا أن سلامة المستحلبات كانت تحت التدقيق، لا سيما في ضوء الأدلة الناشئة التي تشير إلى آثارها الضارة على الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء واضطراب التمثيل الغذائي، وتسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء على المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالتعرض المزمن لهذه المواد المضافة".
وقيّمت الدراسة، التي حللت بيانات أكثر من 100 ألف شخص بالغ، المدخول الغذائي للمستحلبات بدقة على مدى فترة طويلة.
ومن خلال السجلات الغذائية التفصيلية والفحوصات المخبرية، قام الباحثون بقياس التعرض المزمن للمشاركين للمستحلبات وتتبعوا بدقة تطور مرض السكري من النوع الثاني.
وبعد متابعة متوسطة لمدة سبع سنوات، لاحظ الباحثون وجود ارتباط كبير بين التعرض المزمن لبعض المستحلبات وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وأظهرت المستحلبات مثل الكاراجينان، وفوسفات ثلاثي البوتاسيوم، واسترات حمض أحادي وثنائي أسيتيل الطرطريك للأحماض الدهنية الأحادية والثنائية، وسيترات الصوديوم، وصمغ الغوار، والصمغ العربي، وصمغ الزانثان درجات متفاوتة من الارتباط مع ارتفاع خطر الإصابة بالسكري.
وتؤكد توفيير أن "هذه النتائج تشير إلى الحاجة إلى مزيد من البحث لتوضيح الآليات الكامنة وراء الارتباطات المرصودة وإقامة روابط سببية بين استهلاك المستحلب واضطرابات التمثيل الغذائي، علاوة على ذلك، تدعو نتائجنا إلى إعادة تقييم اللوائح التي تحكم استخدام المواد المضافة في صناعة الأغذية لحماية الصحة العامة".
وفي حين أن الدراسة تمثل معلماً مهماً في فهم الآثار الصحية المحتملة للمستحلبات، يؤكد الباحثون الحاجة إلى تفسير حذر وإجراء مزيد من التحقيقات لتأكيد النتائج.
وتضيف توفيير: "سوف تستكشف المساعي البحثية المستقبلية العلاقات المعقدة بين استهلاك المستحلب، والتغيرات في علامات الدم والميكروبات المعوية، وتطور مرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى ذلك، فإن الجهود التعاونية مع علماء السموم ستسهل التجارب في المختبر وفي الجسم الحي لتحديد المسارات السببية الكامنة وراء هذه الارتباطات".