نبض البلد - حسين الجغبير
حجم الحفاوة بضيف المملكة سمو الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت الشقيقة ليس بغريبة، وهو القائد العربي الذي نكن له ولدولته ولشعبه في الأردن كل تقدير واحترام، لما للعلاقة الثنائية بين الدولتين تاريخ طويل من اللحمة والعمل العربي الثنائي المشترك الذي يعد انموذجا في العلاقات العربية قاطبة.
ولأن الكويت لم تألوا جهدا في مساندة الأردن في كافة مواقفه، والعكس تماما، فقد أدى ذلك إلى تطابق تام في المواقف الثنائية تجاه ملفات عربية وإقليمية ودولية، حيث لا يمضي الوقت دون أن يكون هناك تشاورا وتنسيقا وتعاونا بين قيادتي الدولتين، تحديدا في هذه الزيارة التي تأتي وسط تطورات غير مسبوقة في المنطقة وعلى رأسها عدوان دولة الاحتلال على غزة، والتضييق على الأشقاء في الضفة، والاجراءات الاحادية في القدس المحتلة، مدعومة بمتطرفين صهاينة عاثوا في الأرض فسادا.
أقول ليس بمستغربا أن تكون هذه الزيارة هي الأولى لأمير الكويت خارج إطار دول مجلس التعاون الخليجي، لما للمملكة من مكانة خاصة لدى سموه والشعب الكويتي الشقيق، وهي تؤكد على متانة العلاقة، والحرص على تطويرها بما يعود بالنفع على الدولتين وشعبيهما.
التقارب الأردني الكويتي لا يقتصر فقط على التوافق السياسي، بل تعداها إلى أبعد من ذلك، فحجم التعاون الاقتصادي بين الدولتين كبير جدا، إذ تشير أرقاما بثتها وكالة الأنباء الأردنية أمس إلى وجود حوالي 70 اتفاقية تعاون موقعة بين البلدين في مختلف المجالات، لافتة الى ان الاستثمارات الكويتية في الأردن تحتل مركزا متقدما بحجم 20 مليار دولار دون إغفال المشاريع التي ينفذها الصندوق الكويتي للتنمية في الأردن منذ سنوات عديدة.
هذا إلى جانب التعاون على أعلى المستويات في الجانب الأمني، فيما العلاقة الاجتماعية تأخذ بعدا كبيرا، حيث الجالية الأردنية في الكويت تعيش وسط أجواءا ايجابية كبيرة، فيما الطلبة الكويتيين في الجامعات الأردنية ينهلون من العلم والمعرفة التي يحتاجونها من دولة تتميز بمستواها التعليمي، وبالأمن والاستقرار وسط عاصفة من الأزمات في دول الجوار.
ولأن أساس هذه العلاقة تاريخي ومتين، ستبقى الأردن والكويت في بحث مستمر على مزيد من التطور لتحقيق مكتسبات وانجازات، هي في الأساس ضرورة ملحة لكلتا الدولتين، فاستقرار الأردن من استقرار الكويت، والعكس تماما.
أهلا بأمير دولة الكويت في الأردن، الدولة التي ترى في زيارته دعما كبيرا في سياساتها ومواقفها، وهذا ما تؤكد عليه الكويت منذ سنوات طويلة، وهو ما نراه كأردنيين واقعا وحقيقة لا يمكن اغفالها.