نبض البلد - د.حازم قشوع
على الرغم مما يعيشه الشعب الاردني بالواقع الفلسطيني نتيجة معايشته لحرب غزة بظروفها الحياتية ومناخاتها الانسانية اضافة لحالة التصعيد التي تخيم على الأجواء فى المنطقه والتى باتت تهدد السلم الإقليمي وتنذر بحرب إقليمية، إلا أن العيد مازالت رياحه تدخل في نفوسنا برسالة أمل تحمل بشرى فرج ترفع الغمة وتعيد البهجة و تنهى حالة التصعيد المتنامية للمنطقة والتى باتت تهدد مصير الجميع جراء استفحال غلواء العنف وتنامي حالة الصدام الحضاري في ربوعها.
بعد أن عمدت آلة الحرب الإسرائيلية لأسرلة فلسطين التاريخية بواقع عمليات عسكرية تقوم على التهجير والترحيل بدافع خلق واقع جديد يقوم على معادلة القوى قادر على بسط نفوذه متجاوزة بذلك كل القوانين الدولية والقيم الإنسانية التي طالما حافظت على عدم اشتعالها في منطقة مهد الحضارات وسط أجواء من التعايش وليس من التنافر تسمح ببناء علاقات طبيعية بين مجتمعاتها بما يحقق للجميع حالة الأمن والأمان التي تسعى شعوب المنطقة لنسجها وتوثيق روابطها الجامعه وهي الأرضية التي كانت عمان قد نادت بها عبر رسالتها الإنسانية.
ومن على هذه الأرضية وما تحتويه من مضامين مازال أردن الهاشميين يقدم المبادرة تلو الأخرى لتعظيم مستقراتها من باب إنهاء ملف القضية المركزية للمنطقة عبر المرجعية الأممية وما أقرته من قوانين يجعل من مجتمعات المنطقة قادرة على تجسير قنوات التعايش السلمي ورفع مستويات التعاون الإقليمي في مجالات التنمية بهدف تعزيز الروابط الطبيعية بين شعوب المنطقة كما بين أقطارها وهو ما يتطلب من الجميع ضرورة الكف عن افتعال المعارك بهدف تغيير الجغرافيا السياسية والديموغرافية لبلدن المنطقة حتى يتم المحافظة على نماذج العيش المشترك في ربوعها واحترام حواضن التسلسل المعرفي في المحتوى الثقافي برسالته السماوية.
وهي الوسيلة والهدف الذي يعمل على بيان قوامها الأردن عبر نهج معرفي متصل ما لبث أن يدعو لتعزيز بنيانه عبر مشاركة جميع مجتمعات المنطقة بتعزيز محتواه على كافة الاصعدة من دون القفز فوق حدود الضوابط التى نادت بها القيم الانسانية والاعراف الأممية حتى أصبحت مستقر للنظام الدولي يلزم الجميع التقيد بنصوصه واتباع سبل تطبيق رواسيه بدون القفز عن محتواه وأدبياته بسياسات ضيقة لا تخدم مراميه وجعلها تخرج عن سياقه وهو ما يشكل فحوى الدعوة التي جاءت بصيغة مقال من الملك عبدالله والرئيس السيسي والرئيس الفرنسي ماكرون التى دعت لضرورة وقف إطلاق النار لتهيئة الأجواء لدخول الجميع بطاولة المفاوضات وبرنامج تسويه شامل يدعم حالة الوفاق على المرحلة الاولى من الهدنة كما يدعم نهج الوفاق على المرحلة الثانية المتعلقة بوقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة وفتح الباب لإيجاد تسوية لتحقيق الحلم الفلسطيني بالدولة من على ارضية المرجعيات الأممية بذات السياق بما يبعد مجتمعات المنطقة من الدخول بمناخات تصعيدية في ظل اشتداد حالة الحدية فى ربوعها والتي أخذت تنذر بحرب إقليمية سيكون الجميع فيها خاسر - خاسر.
ان الشعب الاردن وهو يستقبل عيد الفطر المبارك وتدعوا قيادته لضرورة وقف نزيف الدماء من وحى إيمانه بقدسية الإنسان ومن باب محافظته على القيم الإنسانية التي نادت بها رسالة عمان إنما ليؤكد على ثابت نهجها تجاه حفظ مستقرات المنطقة بالحفاظ على رسالتها تجاه الإنسانية بنماذج العيش المشترك التي يسعى لبلورتها فان الاردن سيبقى ينادي من أجل السلام وهو يحتفل بعيد الفطر السعيد ويدعو إسرائيل لضرورة احترام القانون الدولي والإنساني من منطلق قيمي وقانوني بما يرسي قواعد القبول والعيش المشترك بالكف عن استخدام سياسة القوة لفرض واقع جديد تم رفضه من مجتمعات المنطقة كما تتم مقاومته بطريقه مشروعه من الشعب الفلسطيني والذي مازال يرزح تحت نير الاحتلال وهو الاستنتاج الذي من المفترض أن يكون نصب عين قادة تل أبيب وهم يقيمون تجربة فشل الحلول العسكرية فلقد سئمت مجتمعات المنطقة من حالة الصدام التى لن تحقق جدوى أو تضيف فائدة على طبيعة الواقع المعاش.
ان الاردن الذي نادى منذ اللحظة الأولى لاندلاع حرب غزة من أجل عدم الدخول بالحلول العسكرية لأنها لن تحقق فائده سوى الدمار والخراب على كلا الطرفين، هو الأردن الذي يعيد إرسال رسالته في أتون المفاوضات الجارية من أجل عدم التصلب بالمواقف والكف عن الغلواء فى بيان التمترس والتعبئة الاثنيه بالعودة لصوت العقل والحكمة في بيان الخطاب من أجل مستقبل المنطقة وسلامة شعوبها فإن الحرب لن تعطى نتيجه والمعارك لن تحقق نصر لان الخاسر الأكبر سيكون امان مجتمعاتها التى لن تحققها المعارك…