نبض البلد -
هل الشعوب قاسية وإذا حكمت إنعدمت الحكمة ، وهل هذه الشعوب تفقد الرحمة عندما تنال السلطة ، هل قسوة الشعوب لها حد ، للإسف التاريخ يحدث ويحدث ويحدث عن قسوة الشعوب عندما تنال السلطة وكيف تفقد الإنسانية ...
لا أزعم بأن الثورة البلشفية بعيدة عن ذلك فمن لهذه الملايين التي طالتها يد الغدر لا لشيء إلا لأن الشعوب فقدت عقلها وأقامت محاكمها على الكره والإنتقام وإنعدام الإنسانية ، ولن أتكلم عن الحروب ولكن عما يحدث بعد الحرب من قتل وإغتصاب وسرقة وتنكيل وتعذيب وإنعدام للإنسانية ...
لا أحب السلبية ولكن الشعوب بلا عقل إذا قادتها هذه الجموع ، والشعوب بلا رحمة إذا قادها عقل القطيع ، والشعوب بلا رحمة إذا فقدت من يعيد إليها إتزانها ...
أما آن لصوت العقل أن يرتفع ولو قليلا ...
ولذلك أخاف ، وهل حقا هذا الخوف له مبرر مع إرتفاع كل تلك الأصوات والتي أرى أن الكثير منها جانب العقل والإنصاف ولم يحدد الخلل وطريقة الإصلاح ولكنه أراد فقط الهجوم ، ذلك الهجوم الذي لا يعرف ( لا يجرمنكم شنأن قوم على أن لا تعدلوا ) ...
في تلك اللحظة التي ينفلت فيها عقال الشعوب ويضيع صوت الحكمة وينساح في هذه الجموع حتى من نظن فيه الحكمة والحلم والعقل والأناة ، تصبح هذه الشعوب في غاية القسوة ، لقد رأيت المشانق تنصب لأتفه الأسباب وكأني بالثورة الفرنسية وهي تطال بالإعدامات أشخاصا لمجرد شبهة أو فرية أو تهمة أو حقد أو حسد أو حتى بسبب لقاء أو كلمة ...
إبراهيم أبو حويله ...