نبض البلد -
من غير المقبول أن تبقى الولايات المتحدة تقدم لحكومة الحرب الإسرائيلية الدعم اللوجستي والمادي اضافة الى مسألة شراء الوقت والتي تتم عبر مناورات دبلوماسية في فضاء المفاوضات وأخرى قانونية في عناوين المحكمة الدولية وإنسانية فى المساحة الإغاثية البحرية منها والجوية بينما يرزح الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وفي غزة على وجه الخصوص بحرب ميدانية وحصار مطبق هذا إضافة لمسالة التهديد بحرب ابادة جماعية فى رفح.
فمن حق الجميع أن يتساءل الى متى ستبقى هذه المراوحة وإلى أي مدى سيتم السماح لإسرائيل بإجراء عمليات تصعيدية أخذت تهدد السلم الإقليمي والسلام الدولي تشهدها اليمن وسوريا كما لبنان والعراق تؤثر بطريقة مباشرة على الاردن كونها تجعله يعيش وسط جزيرة من نيران حيث تبقى اجواءه مهددة وحالة الشعب الاردني ومؤسساته الأمنية والعسكرية في مناخات مستنفرة والمجتمع الأردني يعيش كما يعيش الشعب الفلسطيني بحالة نفسية مرهقة تؤثر بشكل مباشر على مزاج حركته كما على معيشته اليومية، وهو ما يجعل الكل الاردنى يقول من غير المقبول ان تبقى حالة المراوحة ومسالة شراء الوقت !
فإذا كان من حق اسرائيل الدفاع عن النفس كما تبرر بالقول فليس من حق اسرائيل ادخال المنطقة بحالة حرب اقليمية و أجواء تصعيدية تجعل من الأردن يدفع فاتورة تصعيد الأزمة نتيجة قيام إسرائيل بارتكاب حرب ابادة وخلق مناخات عدائية لأنها بذلك ستدخل المنطقة بحالة حرب إقليمية تؤثر بطريقة مباشرة على الاردن وعلى أمنه كما على معيشة أبنائه، وهذا ما يجعل الأردن يحملها كامل المسؤوليه لان الاردن بذلك سيدفع فاتورة ازمة تقوم على ارتكابها حكومة الحرب الإسرائيلية بطريقة غير مسؤولة وهي من شأنها أن تعرض المنطقة لحرب طاحنة وسيترتب على مجتمعاتها انعكاسات عميقة نتيجة أفعال التصعيد التى تضع الأردن بمواجهة ردات فعل من محيطها وعبر كل واجهاته الحدودية.
وهذا ما يجب أن تحمل مالاته الحكومة الإسرائيلية وحدها وهى التى مازالت تذعن بغيها سياسية دفع المنطقة نحو حرب اقليمية لأهواء توسعية اثنية على الرغم من كل المحاولات الدولية التى نادت بضرورة وقف الة الحرب ومن اجل تخفيف حالة الاحتقان وإنهاء حالة المراوحة عبر هدنة تفضى لتسوية وهي المعادلة التي بينها الأردن عبر دبلوماسيته عندما جاب بها المعمورة وتعمل على بيانها بكل جولاته السياسية و فى كل المحافل الدوليه.
فان دخول المنطقة بحرب اقليمية قد تشكل الشرارة الاولى لحرب عالميه ثالثه وهى الحرب التى لن يكون بمقدور المنطقة ولا الاتحاد الأوروبي بالاتجاه المتمم تحمله من بوابة أوكرانيا لأن فاتورة هذه الحرب ستكون مكلفة وباهظة الثمن وهو ما يجب على الجميع احتساب كلماته وعد خطواته عند محاولة تغطية فشل "نتنياهو و زيلنسكي" باتباع سياسة الهروب للأمام التي يتم انتهاجها من قبلهم لان المجامله بهذه المحطة ستكون على حساب كل الشرق الاوسط وكل أوروبا فالحذر واجب من هذا الباب.
هذا إلا إذا أرادت دول المركز من استدراج الجميع لإطلاق شرارة الحرب، وهو ما يضع الجميع امام اسئلة مباشرة تستدعي الإجابة لبيان الحال وجلاء الموقف لاسيما وان شعوب المنطقة ودولها من المفترض أن يكونوا شركاء في حفظ أمن المنطقة وفي المحافظة على استقرار مجتمعاتها فإن إطلاق شرارة الحرب سيعنى إدخال المنطقة بنماذج تقسيم جديده جغرافية بحيث يرسم عبرها نماذجها لمجتمعات جديده بحدود التوافقات التى بدات بالترسيم من واقع اسقاطات النفوذ الاقليمي والدولي فى المنطقة، والتى بدات تاخذ بإبعاد السياسة الموحدة التى تنطق بحال نفوذ المحور ونفوذ المركز.
وهذا ما يمكن مشاهدته أيضا بأوروبا بين الموقف الألماني والموقف الفرنسي من حالة التصعيد تجاه روسيا، وهو ما يجعل من ألمانيا كما الأردن تكون فى خط مواجهه مباشره وعلى خط الواجهه الاماميه اذا ما استمرت حالة التصعيد الناشئة الأمر الذي يجعل من الأردن يحمل إسرائيل كامل المسؤولية ازاء حالة التصعيد الناشئة كما يبين للولايات المتحدة موقفه إزاء ما يترتب عليه من مسؤولية لحفظ أمن حدود المنطقة بعمقها الاستراتيجي.
د.حازم قشوع