نبض البلد -
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة ،،،
إن مواقف الأردنيين قيادة وحكومة وشعباً كانت على الدوام مشرفة ، في الأزمات سواء المحلية منها أو العربية ، تلتف صفا واحدا خلف قيادتها، وكنا نحن الأردنيين دوما في طليعة ومقدمة الدول العربية في التضامن العربي، وكنا دائما حضاريين في مواقفنا وتعبيرنا عن مواقفنا تجاه الأحداث والأزمات ، فقد اجتزنا الربيع العربي دون قطرة دم، أو كسر لوح زجاج ، كنا يدا واحدة ، الشعب وأجهزتنا الأمنية ، كانوا يوزعون علينا الماء والعصائر ، ويعالجون من يتعرض لحالة إغماء أو عارض صحي ، فلا تفسدوا ولنقف في وجه يحاول أن يفسد هذه المواقف الحضارية والمشرفة ، معركتنا ليس هنا في الأردن ، وليست مع بعضنا أو مع أجهزتنا الأمنية التي طالما سهرت وما زالت تسهر الليالي خلال أيام الدوام الرسمي أو أيام العطل الرسمية التي هي حقهم في الإستراحة ، والجلوس مع أهاليهم وأولادهم ، لكنهم سهروا وما زالوا يسهرون الليالي ، ويتحملون الحر القاسي ، والطقس البارد دون تأفف أو تذمر ، من أجل الحفاظ على مقدرات الوطن ، وممتلكاتكم الخاصة ، وقبل كل ذلك على سلامتكم وسلامة حياتكم من أن تمس بأي سوء لا قدر الله ، لا يوجد دولة في العالم سمحت لشعبها بهذا الحجم من التعبير والاعتصام والمظاهرات بكل حرية وأمان ، على مدار الساعة، أجهزتنا الأمنية هم في النهاية إخواننا وأقاربنا وربما أباؤنا يسهرون من أجل راحتنا وأمن واستقرار وطننا ، فالشغب والفوضى بكل أشكالها وأنواعها مرفوضة بتاتا، ولا حتى مجرد رفع الأصوات أو الاحتكاك بهم، لأنهم في النهاية واجبهم تنفيذ الأوامر والقوانين التي يعملون بموجبها، ولذلك علينا واجب احترامهم وأداء التحية لهم ورفع القبعات لهم، وأن نشكرهم ونثني على تفانيهم واخلاصهم في عملهم، لأنهم بشر مثلنا لهم مشاعر تجاه وطنهم وعروبتهم ودينهم الإسلامي ، وبالتأكيد هم يشعرون مثلنا ومتعاطفين مع إخوانهم وأشقائهم في فلسطين وغزة والقدس والأقصى الشريف ، فكونوا يدا واحدة من التلاحم والتعاضد الوطني ، لنرسم صورة فسيفسائية جميلة تبهر العالم والعدو المغتصب لأرضنا في فلسطين وغزة ، فالعدو من مصلحته بث الفتنة بيننا ، حتى نضعف، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ، وسنبقى هكذا إن شاء الله ، خلف قيادتنا الحكيمة والرشيدة ، والمشرفة في موقفها القومية العروبية والإسلامية ، وهكذا كانت وما زالت على الدوام، والحديث بقية.