حسين الجغبير يكتب :الاعلام بين الحكومتين العراقية والأردنية

نبض البلد -
في احتفالية نقابة الصحفيين العراقيين بيوم الصحافة تستطيع ان تقرأ العديد من المشاهد التي تدفعك كصحافي أردني للتساؤل "لماذا الأمر مختلفا أردنيا؟".
قبل تفسير ذلك فلا بد من الاجابة على ملاحظات سيتحدث عنها البعض بأنه لا يجوز المقارنة بين الوضع الاعلامي الاردني والعراقي نظرا للتفاوت في الامكانيات المادية لصالح نقابة العراق، فإن ما أود الحديث عنه في هذا المقال أن الأمر يتجاوز الفروقات المادية الى فروقات في الأدوات والدعم.
عندما تدعم دولة نقابتها لاستضافة أكثر من ٧٠ صحافيا عربيا فإن ذلك ينم عن عقلية ضرورة استقطاب الجميع لزيارة العراق بعد سنوات من العزلة نتيجة الاوضاع الامنية في البلد الشقيق، وايمانا بأن النقابة شريكا للحكومة في تعزيز الوجود العراقي، فساهمت بكل قوتها ماليا وامنيا ولوجستيا لإنجاح هذه الاحتفالية.
الى جانب ذلك تعكس الحكومة العراقية ارادة حقيقية تملكها لدعم الصحفيين العراقيين من خلال تسهيلات بنكية تقدم لهم ومخطط لمنحهم أراض سكنية وغيرها من الافكار.
في الاردن ما نزال نعاني من عدم تقدير خطورة الابقاء على الاعلام ضعيفا، بل عدم التفكير في دعمها للنهوض بأدواته لنقل رسالة الدولة داخليا وخارجيا. بل ان العلاقة بين المسؤول والمؤسسات الاعلامية في أسوأ حالاتها لأن الاول لا يتفاعل ولا يقدم معلومة.
في مصر، يقول رئيس تحرير صحيفة الاهرام الذي التقيته في بغداد ان حكومة بلاده منحتهم طباعة كتب وزارة التربية حكرا لتدر عليهم ملايين الدولارات.
في الاردن ما نزال نفكر بعقلية هزيلة وترهل لا مثيل له، وعدم ارادة في دعم الاعلام المحلي في معادلة غير مفهومة خسارتنا فيها كبيرة كوطن.
لعلنا نستطيع لان نفهم كيف يفكر الاخرين.. لعلنا نتعظ ونستوعب! هل هذا ممكنا، وهل نملك من يستطيع ان يبدأ بالتحرك؟