عادة ما يسعى المرء لقضاء وقت هادئ خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث أن يوم العمل العادي يكون بالنسبة للكثيرين مثالًا على الضغط، في ظل تحضير الإفطار ووجبات الأطفال وإيصالهم لدور الحضانة، ويتعين القيام بذلك كله قبل الذهاب للعمل.
ولكن ضيق الوقت لا يعني بالضرورة أننا لا نستطيع أن نضيف بعض من السكينة والهدوء لصباحنا، وفقًا لما قالته معلمة اليوجا انجا هيكمان.
وتوضح هيكمان خبيرة الاسترخاء في مقابلة معها أن الطقوس الصغيرة مهمة، مشيرة إلى أن أساس صباح هادئ يبدأ ترسيخه بالفعل في الليلة التي تسبقه.
وتقول هيكمان أنه يجب الاعداد لصباح يسوده الاسترخاء من الليل، حيث تنصح باستقطاع 30 دقيقة قبل الذهاب للنوم لتهدئة النفس بدلا من مشاهدة التلفزيون حتى النعاس.
وأشارت إلى أن تمارين التنفس أو جلسة اليوجا تعد سبل رائعة لتهدئة الجهاز العصبي. كما يمكن محاولة قراءة كتاب أو شعر، أو الاستماع لبودكاست. وبصورة عامة، كل الأمور التي تغذي الروح سوف تحقق نتيجة جيدة.
هذه الأمور سوف تساعد في نوم أفضل، وهذا الأمر بدوره سوف يؤثر بصورة قوية على شعورنا في الصباح.
وحول ما يمكن فعله لبدء اليوم بصورة أكثر سهولة، تقول هيكمان إنه من المهم أن يستيقظ المرء بصورة هادئة، خاصة إذا كان الشخص من غير محبي الاستيقاظ مبكرا.
وبدلا من الاستعانة في الاستيقاظ بنغمات صاخبة في المنبه بالهاتف، حاول استخدام نغمات توقظك أقل حدة تحاكي صوت العصافير على سبيل المثال أو مجرد موسيقى مبهحة.
ومن الأمور الأخرى المهمة ما نقوم به من طقوس في الصباح والتي تمدنا بالطاقة والتحفيز. وكلما داومنا عليها، كلما أصبح العقل والجسم أكثر معرفة للتطلع إليها .
وتوضح هيكمان أن هذه الطقوس تشمل، على سبيل المثال، تدريبات تنفس بسيطة، يمكن القيام بها على السرير قبل النهوض منه.
وأشارت هيكمان أن الوضعية التي يطلق عليها " الفراشة" يمكن أن تمنع المرء من النوم مجددا. قم بوضع وسادة أسفل رأسك وارفع قدميك بحيث تكون ركبتيك منحنتين بزاوية قائمة. الآن دع ركبتيك تتمدادان للخارج.
بعد ذلك ضع يدك اليمنى على الجزء السفلى من بطنك ويدك اليسري على الجزء العلوى، وقم بالتنفس بعمق وبصورة طويلة من معدتك وبعد ذلك من صدرك. وجود اليدين في هاتين المنطقتين يضمن أن تشعر بالتنفس. قم بتكرار هذا التمرين من خمس لعشر مرات.
ويؤدي هذا التمرين لزيادة النبض وتدفق الأكسجين في الدم، كما أنه يؤدي لإطالة عضلات الجهاز التنفسي في الصدر و الجنب وحول حزام الكتف. وبعد ممارسة هذا التمرين سوف يشعر المرء بالنشاط .
وإذا أدت هذه الوضعية للشعور بالألم في الركبتين أو الفخذين، يمكن وضع وسائد أسفلهما لتخفيف الألم في العضلات.
ولليوجا مزايا متعددة، حيث أنها تؤثر بصورة إيجابية على المزاج، حيث ترفع مستوى مادة كيماوية في المخ يطلق عليها حمض جاما أمينوبوتريك، والمرتبطة بتحسين المزاج وخفض مستويات القلق.
وكانت كلية هارفرد الأمريكية قد ذكرت أن ممارسة اليوجا تعزز خلايا المخ ، كما تؤدي لحدوث تغيير في هيكل المخ وطريقة عمله، مما يؤدي لتحسين المهارات المعرفية مثل التعلم والذاكرة.
كما أن اليوجا تعمل على تقوية أجزاء من المخ، لها دور أساسي بالنسبة للذاكرة والانتباه والوعي والتفكير واللغة.
وقد أظهرت دراسات استخدمت التصوير بالرنين المغناطيسي وتكنولوجيات أخرى تتعلق بتصوير المخ أن الأشخاص الذين يمارسون اليوجا بصورة منتظمة لديهم قشرة دماغية ( هي المنطقة المسؤولة عن معالجة المعلومات) وقرن آمون ( المنطقة المسؤولة عن التعلم والذاكرة) أكثر سمكا مقارنة بالذين لا يمارسون اليوجا.
وهذه المناطق من المخ تتقلص مع التقدم في العمر، ولكن كبار السن من الذين يمارسون اليوجا ظهر لديهم تقلص أقل، مقارنة بالذين لا يمارسون هذه الرياضة. وهذا يشير إلى أن اليوجا ربما تحد من التراجع في الذاكرة والمهارة المعرفية المرتبط بالسن.
ويشار إلى أن العالم يحتفل سنويا بيوم اليوجا العالمي في 21 حزيران/يونيو، بعدما وافقت الأمم المتحدة على تعيين هذا اليوم للاحتفال باليوجا منذ عام 2015.