تسببت شركة تسلا في تحقيق ثروات هائلة حول العالم، بدءاً من أقطاب صناعة البطاريات وصولاً إلى فرادى المستثمرين، والآن بأمر شراء واحد من شركة صناعة السيارات الكهربائية المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك، دخلت عائلة أخرى مصاف فائقي الثراء، حسب ما نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية.
وارتفعت أسهم شركة L&F Co، التي تنتج كاثودات عالية النيكل تعد مهمة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، بنسبة 82% هذا العام، في ظل تلقي الشركة الكورية الجنوبية أمر شراء بقيمة 2.9 مليار دولار من شركة تسلا. يعني هذا بالنسبة لرئيس الشركة هور جاي هونغ، وأقاربه، أن ثرواتهم المُدرجة صارت تساوي الآن أكثر من 800 مليون دولار، وذلك وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
فيما يرسّخ الفوز بعقد تسلا دور هور بوصفه صانع صفقات، ويوفر مصدراً جديداً من الثروة لعائلته، التي كانت ثروتها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمجموعة إل جي. صحيحٌ أن عملاقة صناعة السيارات الأمريكية كانت تستخدم كاثودات شركة L&F Co منذ سنوات عبر البطاريات التي تزودها بها شركة إل جي المحدودة لحلول الطاقة، لكن هذه هي المرة الأولى التي تصير فيها عميلاً مباشراً، وهو ما منح شركة L&F واحداً من أكبر العقود ربما على الإطلاق.
تسلا
وقال ووهو رو، المحلل لدى شركة Meritz Securities Co في العاصمة الكورية الجنوبية سول: "كانت شركة L&F متأهبة لمزيد من النمو. يتركز اتجاه الشركة حول التكنولوجيا وكفاءة الإنتاج، ولذا يبدو أنها تملك سمات وراثية جيدة".
كما شارك الجد الأكبر لهور، هوه مان جونج، عام 1947 في تأسيس الشركة التي صارت لاحقاً مجموعة إل جي، التي تنتج كل شيء بدءاً من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، وصولاً إلى بطاريات السيارات الكهربائية. أسس فرع آخر من العائلة العملاقة أعمال الطاقة والإنشاءات GS Group في عام 2004، بينما بدأت شركة L&F أعمالها في عام 2000، بعد أن قررت شركة صناعة المكونات الإلكترونية Seronics Co -التي بدأها جد هور عام 1968- التوسع لدخول سوق شاشات عرض البلورة السائلة (LCD)، التي تستهدف في الأساس العمل مع شركة LG Display Co. وتملك شركة Seronics نسبة قدرها 14.4% من أسهم شركة L&F.
ومثلما هو الحال مع شركة L&F، فإن أسهم الشركات التي توفر مكونات أو مواد تُستخدم في صناعة السيارات الكهربائية ارتفعت في السنوات الأخيرة؛ مما أدرّ كميات هائلة من الثروة على ملاكها.
نقطة تحول للشركة
قد تمثل صفقة تسلا نقطة تحول بالنسبة لشركة L&F، التي حققت حتى الآن غالبية إيراداتها عبر أعمالها مع شركة إل جي لحلول الطاقة.
وأوضح رو: "الحقيقة التي تقول إن أحدث عملائها هو الذي يقود السوق، تحمل أهمية أكبر بكثير".
فيما رفضت شركة L&F التعليق على هذه الأخبار.
شغل هور منصب الرئيس التنفيذي لشركة Seronics منذ وفاة والده في 2010، بجانب أنه رئيس شركة L&F منذ خمس سنوات. وقد انضم إلى إمبراطورية العائلة بعد أن درس الهندسة الكيميائية في جامعة يونسي الخاصة في سول، وبعد أن حصل على درجة الماجستير من جامعة كاليفورنيا الجنوبية. وقد عمل في قسم البحوث بشركة LG Display، قبل الانتقال إلى شركتيSeronics و L&F. ويملك هور أسهماً في كلتا الشركتين.
تسلا سيارة اثرياء
بدأت شركة L&F في تطوير مواد الكاثود المستخدمة في بطاريات الليثيوم أيون القابلة لإعادة الشحن في عام 2005، وهو النشاط الذي صار لاحقاً أهم أنشطة الشركة. ارتفعت المبيعات 10 أضعاف لتصل إلى 3.8 تريليون وون كوري جنوبي (2.9 مليار دولار) بين عامي 2020 و 2022، وحازت شركة إل جي لحلول الطاقة ما يصل إلى 80% من إيرادات العام الماضي.
وتتنبأ شركة L&F الآن بأن ينكمش اعتمادها على شركة إل جي لحلول الطاقة بنسبة 50% من الإيرادات بحلول عام 2025، وذلك وفقاً لتقرير نشره جين سو بارك، محلل شركةShinyoung Securities Co. أضاف بارك أن شركات تصنيع مجهولة -وهي على الأرجح تسلا- يُتوقع لها أن تسهم بـ 30% من المبيعات.
ووصف بارك جهود الشركة لتنويع عملائها بأنها "إيجابية".