في العروض الكوميدية وفيديوهات الطرائف الهزلية، عندما يتعثّر أو يسقط شخص ما يضحك البعض ضحكاً عالياً، لكن ألا يجب أن نشعر بالتعاطف مع الشخص المعني؟
تطمئنك الدكتورة جينيفيف بوليو بيليتير أستاذة علم النفس في جامعة كيبيك بأن مثل هذه المواقف بعيدة كل البعد عن السخرية من شخص في موقف ضعيف أو مهين، أي أن الضحك لا ينشأ عن عدم التعاطف وإنما خطأ التنبؤ.
وقد أجرت بيليتير دراسة تم فيها عرض 210 صورة على مجموعة من المشاركين، تمثل 3 أنواع من الوجوه: وجوه تعبر عن نظرة حيرة، ووجوه تعبر عن الألم أو الغضب، و أشخاص وُضعت أجسادهم في أوضاع غير ملائمة دون أن يكون الوجه مرئياً. وأضيفت 20 صورة لمناظر طبيعية لإرباك المشاركين.
وطُلب من المشاركين التعبير عن مدى اعتقادهم إذا ما كانت كل صورة مضحكة، وأظهرت النتيجة أن المشاركين صنفوا الوجوه المحيرة على أنها أكثر تسلية من وجوه الألم والغضب، وأكثر تسلية من صور الأوضاع السخيفة.
وتوصلت الباحثة إلى أنه عندما ندرك الحيرة في تعبيرات وجه ضحية الحماقة (نظرة حيرة أو مفاجأة أو دهشة)، فإن هذه المعلومات تخلق سياقاً يثير الضحك. وإذا استطعنا قراءة المعاناة أو الغضب في تعبيرات الوجه، فسوف نتأثر بضيق ضحية السقوط وسنكون متعاطفين مع محنتهم، مما سيمنعنا من الضحك.
وتلخص بيليتير النتيجة "الضحك في هذه الحالة يسمح لنا بالتعبير عن ارتياحنا لأننا لا نكون في مكان ذلك الشخص البائس". وتضيف "دعونا نسامح أنفسنا لضحكنا على المواقف الكوميدية التي تنطوي على حماقات الآخرين".