لجنة السينما في شومان" تعرض الألماني "الثراء المفاجئ لسكان كومباخ الفقراء" غدا

نبض البلد -لجنة السينما في شومان" تعرض الألماني "الثراء المفاجئ لسكان كومباخ الفقراء" غدا

عمان 27 شباط – تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان يوم غد الثلاثاء الموافق 28 شباط في تمام الساعة السادسة والنصف مساء، في مقر المؤسسة بجبل عمان، الفيلم الألماني " الثراء المفاجئ لسكان كومباخ الفقراء" للمخرج فولكير شلوندورف.

 فيلم "الثراء المفاجئ لسكان كومباخ الفقراء" هو العمل السينمائي أو التلفزيوني الثامن للمخرج الألماني فولكير شلوندورف الذي شارك في كتابة سيناريو الفيلم مع زوجته السابقة الممثلة والكاتبة السينمائية مارجريث فون تروتا التي شاركته في الكثير من أعماله الفنية وشاركت في بطولة هذا الفيلم.

تستند قصة الفيلم إلى أحداث حقيقية وقعت في قرية ألمانية في العام 1822، تتعلق بمجموعة من الفلاحين البسطاء والسذج الذين يسرقون عربة محملة بأموال الضرائب بعد محاولات عديدة بغية تحسين ظروف معيشتهم البائسة، وهم يتمكنون من سرقة العربة بعد محاولات فاشلة عديدة سببها الأساسي انعدام الخبرة وفشل التخطيط وضعف العزيمة، ولا تنجح السرقة إلى بعد تواطؤ من أحد الحراس المرافقين للعربة، غير أن فرحتهم بنجاح المحاولة الأخيرة لن تدوم إذ سرعان ما يتم إلقاء القبض عليهم بعد أن تكتشف السلطات أنهم الوحيدون القادرون على شراء احتياجاتهم في منطقة يعاني سكانها من الجوع والفقر المدقع. وبذلك يتحول ثراؤهم المفاجئ إلى نقمة يزيد بلاؤها على ويلات الجوع الذي دفعهم إلى سرقة المال. بعد اعتقالهم تجري محاكمتهم حيث يحكم عليهم بالموت، لكن قبل ذلك، كان عليهم طلب النجاة والعفو من خلال انصياعهم لرجل الدين الذي جلبته السلطات كي يقوم بإرشادهم. يستجيب الجميع، إلا واحدا، لطلبات رجل الكاهن.

وقد استند كاتبا السيناريو إلى سجلات وتقارير الشرطة الموثقة في المنطقة التي وقعت فيها أحداث القصة، والتي تشير إلى أن المبلغ الذي استولى عليه الفلاحون الفقراء بلغ أكثر من 10,000 جولدين، العملة التي كانت مستخدمة في جنوبي ألمانيا في ذلك الوقت، وهو مبلغ خيالي في عرف تلك الأيام.

يتميز فيلم "الثراء المفاجئ لسكان كومباخ الفقراء" بالإخراج المحكم للمخرج فولكير شلوندورف، وهو احد أبرز أشهر الأسماء في السينما الألمانية منذ سبعينيات القرن العشرين، وبعرضه الواقعي لأحداث القصة، مؤكدا على براعة استخدام اللغة البصرية والموسيقى التصويرية في تصوير الواقع المؤلم للفلاحين الفقراء. ويشتمل الفيلم على سلسلة من المشاهد المركبة المؤثرة باستخدام الكاميرا الثابتة. ويقدم المخرج شلوندورف في عرضه للأحداث فصلا من فصول الصراع الطبقي في تلك الحقبة التاريخية، منذرا بالصراعات العنيفة التي تفجرت واجتاحت أوروبا بعد عدة عقود لتحقيق العدالة الاجتماعية.

كما يتميز الفيلم بقوة أداء ممثليه الرئيسيين، وفي مقدمتهم وولفجانج باشلر ووالتر بوشهوف وجوهانز بوزالسكي وجورج لين وراينهارد هوف ومارجريث فون تراتو. كما يقوم المخرج الألماني الشهير الراحل رينر فيرنر فاسبايندر بدور ثانوي في الفيلم. ويشترك هذا المخرج مع مخرج الفيلم فولكير شلوندورف بكونهما اثنين من أقطاب السينما الألمانية الجديدة، إضافة إلى كونهما ممثلين وكاتبين سينمائيين ومخرجين مسرحيين.

فاز فيلم "الثراء المفاجئ لسكان كومباخ الفقراء" بجائزتين سينمائيتين للمخرج فولكير شلوندورف، هما جائزة الأفلام الألمانية لأفضل مخرج وجائزة من مهرجان سان سباستيان السينمائي الدولي بإسبانيا.