نبض البلد -
نبض البلد -ديانا البطران
الكثير منا يحب فنجان القهوة الصباحي سواء في العمل او في المنزل او في الطريق، وتناول القهوة من العادات العربية المتأصلة لدى الكثير من الناس، لذلك يتردد الكثيرون الى اكشاك القهوة الموجودة في الشوارع العامة للتمتع بمذاق القهوة، حيث يجدون بذلك متنفسا لهم للجلوس وشرب القهوة فيما بعضهم يتناول القهوة ثم يمضي مثل سائقي الباصات وسيارات الاجرة والذاهبين الى عملهم وخاصة في الصباح .
وبات لافتا اعتماد أصحاب "أكشاك بيع القهوة" في مختلف المناطق وخاصة في محافظة اربد على تشغيل الأحداث لتقديم الطلبات للمركبات المارة أو توصيلها إلى المحال القريبة، رغم ما تشكله هذه المهنة من خطر على حياة العاملين الاحداث والاطفال، لا سيما أنهم يقفون لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارة وفي البرد والاجواء الماطرة وعلى أطراف الشوارع للتلويح بالصواني للمركبات المقبلة لإشعار سائقيها بوجود كشك القهوة في الجوار .
"الانباط" رصدت بعض عددا من عمال الاكشاك خاصة الاحداث منهم، وحول ذلك يقول سليم الخالد ان عدم وجود ما يشير الى وجود انسان في الشارع قرب الكشك خاصة في الليل بالمناطق المعتمة او على اطراف الشوارع يسبب خطورة على حياة العاملين، موضحا انه من المفروض ان يوفر لهم اصحاب الاكشاك عواكس لكي لاتتعرض سلامتهم للخطر خاصة ليلا او وضع لافتات كهربائية تعمل ليلا ونهارا بدلا من العامل.
واكد سامر الخليل سائق باص عمومي على ما قاله الخالد، مبينا انه كثيرا ما يتفاجأ بوجود عامل القهوة في الشارع لعدم وجود ما يدل على وجوده ما يعرض حياتهم للخطر اليومي .
وقال احمد العلي انه يتردد يوميا على احد الاكشاك لتناول القهوة، حيث يرى الذين يحملون صواني القهوة ويلوحون بها حتى في الاجواء الباردة مما يعرضهم للخطر وخاصة من السيارات المسرعة.
"الانباط" تحدثت ايضا إلى عدد من الأحداث العاملين بتلك المهنة، حيث أجمعوا على أن ظروفهم المعيشية القاسية هي ما تدفعهم إلى العمل في سن مبكرة خلال العام الدراسي كله وليس في ايام العطل وحسب.
وأكد عدد منهم أنهم يعملون يوميا اكثر من 10 ساعات دون استراحة وبأجر يتراوح بين 7و 15 دينارا يوميا، فيما أشار بعضهم إلى أن أصحاب العمل يرفضون جلوس العامل، ويشددون دائما على الوقوف على جانب الطريق والتلويح بـ "صينية" لجذب انتباه الزبائن المحتملين.
الطفل رامي ( ١٤ عاما)، يقول إنه يضطر للعمل 10 ساعات يوميا في أحد الأكشاك، رغم أن قانون العمل يحظر تشغيل الحدث أكثر من 6 ساعات في اليوم الواحد على أن يعطى فترة للراحة لا تقل عن ساعة واحدة بعد عمل 4 ساعات متصلة.
وأضاف أنه يعمل لمساعدة والدته في تأمين مصاريف المنزل، بعد انفصال والده عن والدته ولم يعد هناك من يقدم للعائلة أي مساعدة.
وبالنسبة للطفل حسام البالغ من العمر ١٥ عاما، قال أنه يعمل 8 ساعات يوميا مقابل اجر يومي قدره 10 دنانير، ولا يحصل على استراحة خلال العمل ويمضي وقته واقفا على الشارع. وأضاف أنه يعمل لمساعدة والده في تأمين مصاريف المنزل، بعد اصابة والده بحادث سير فأصبح عاجزا عن تأمين احتياجات المنزل .
وبين علي البالغ من العمر ١٦ سنة بأنه يعمل ليلا ونهارا في احد اكشاك القهوة لتأمين علاج امه بعد وفاة والده، حيث تعاني من السكري وامراض اخرى ولا يوجد اي معيل لهم بإعتباره الذكر الوحيد .
واكد والد الطفل سامي ان الظروف المعيشية الصعبة، هي التي دفعت الاطفال، إلى العمل في أكشاك القهوة، قائلا إنه سائق باص عمومي وما يجنيه كحصيلة عمل يوم كامل، لا يكاد يكفي لشراء المستلزمات الضرورية التي يحتاجها البيت الذي يعيش فيه 9 أشخاص، مبينا ان "ابني سامي في احد الاكشاك لمساعدتي في تغطية الاحتياجات".
بدوره، دعا سالم ابراهيم الجهات المعنية لتشديد الرقابة على اصحاب الاكشاك بوضع قوانين صارمة لحماية بائعي القهوة من حيث لبس ملابس خاصة "عاكسة" او وضع صاحب الكشك علامة على وجود شخص امام الكشك لحماية حياته من اي حوادث مؤلمة.
وقال جميل القاضي الناطق الاعلامي بإسم وزارة العمل لـ"الانباط" ان الوزارة تقوم باربع حملات تفتيشية في كافة المحافظات وعلى كافة القطاعات، موضحا انه يتم التركيز بالأخص على قطاع بيع القهوة السائلة واصلاح المركبات كونها من اكثر القطاعات تشغيلا للأطفال والاحداث. بالاضافة الى الجولات التفتيشية اليومية من قبل مفتشي العمل.
واضاف انه يتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق صاحب العمل إما مخالفة او إنذار حسب نوع المخالفة وخطورتها بين ١٦ و١٨ حسب المواد [٧٤/٧٥ /٧٦] من قانون العمل .
كما تتابع الوزارة الشكاوى التي يتم التبليغ عنها من خلال النظام الوطني الإلكتروني لعمل الاطفال ويتم اجراء زيارات تفتيشية لها ومخالفة صاحب العمل.