يعود تاريخها للقرون الوسطى.. بلدة إيطالية تدفع 30 ألف دولار مقابل الانتقال للسكن فيها

نبض البلد -

نبض البلد – وكالات

أضحت مدينة بريزيتشي الخلابة في إقليم بوليا، آخر من انضم إلى سباق العروض في بعض المدن الإيطالية، إذ أعلن مسؤولوها أنهم سيدفعون ما يصل إلى 30 ألف يورو لمن يرغب في شراء مسكن فارغ والإقامة فيه، بحسب ما قالت شبكة CNN الأمريكية، السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وتأمل سلطات بريزيتشي أن تبث عروض الحوافز المالية حياة جديدة في مدينتهم التي تقلصت أعداد سكانها مع تناقص أعداد المواليد الجدد كل عام.

يشار إلى أن موقع المنازل شديد التميز، فهي محاطة بالمناظر الطبيعية في منطقة سالنتو وقريبة من المياه الفيروزية الصافية في سانتا ماريا دي لوكا.

وقال عضو المجلس المحلي ألفريدو باليس: "الكثير من المنازل التي بُنيت قبل عام 1991 في هذه المدينة التاريخية فارغة ونريد أن نراها حية من جديد. ويحزننا أن نرى كيف أن أحياءنا العتيقة المليئة بالتاريخ والهندسة المعمارية الرائعة والفن تفرغ من سكانها تدريجياً".

ويضيف باليس أنهم على وشك الانتهاء من إتمام الإطار النهائي للعرض، لكن السلطات مستعدة لإطلاق طلبات التقديم خلال الأسابيع المقبلة حين تتوافر المعلومات على موقع دار البلدية.

يقول: "سنعرض ما يصل إلى 30 ألف يورو للراغبين في الانتقال إلى هنا وشراء أحد هذه المنازل المهجورة. وسيقسم المبلغ إلى قسمين: قسم لشراء منزل قديم وجزء لتجديده إذا لزم الأمر".

تاريخ يعود إلى العصور الوسطى

يعود تاريخ بريزيتشي إلى العصور الوسطى، حين انتشرت المستوطنات حول قلعة ساراشين التي بناها الرهبان الذين حفروا سراديب وبنوا مطاحن زيتون تحت الأرض لإيواء الناجين من غارات القراصنة.

واشتهرت بأنها "مدينة الذهب الأخضر" في إقليم بوليا؛ لأنها تضم بساتين زيتون خصبة تنتج زيت الزيتون البكر الممتاز، وازدهرت خلال عصر النهضة واشتهرت أيضاً بالنبيذ والجبن الفاخرين وتجارة الماشية.

وتحوي العديد من هذه المباني التاريخية ممرات سرية تقود إلى الغرف الموجودة تحت الأرض التي لا تزال المطاحن الضخمة قائمة فيها. وتشهد الجولات المصحوبة بمرشدين في هذه السراديب الجوفية إقبالاً كبيراً من السياح.

في الحي القديم، تتقاطع الشوارع الأنيقة الواسعة مع الأزقة الضيقة المتعرجة. وتمتزج المباني الذهبية المزينة بشرفات حديدية وساحات داخلية بالمنازل البيضاء البسيطة.

ويعد ريف بريزيتشي أفضل منطقة ريفية في إقليم بوليا بكنائسه الحجرية القديمة وأقبيته البيزنطية، وبساتين الزيتون بجذوع أشجارها الضخمة الملتوية، والجدران الحجرية الأرجوانية والمزارع الريفية المحصنة التي كانت تعيش بها يوماً عائلات الفلاحين تحت حماية اللوردات الأقوياء هرباً من هجمات القراصنة.

المهرجانات والطعام

تتخلل مسارات التجول وركوب الدراجات حقول رعي الأغنام والحصون الحجرية المهجورة. ويقع ساحل سالنتو، الذي يمتد بين ساحلي جاليبولي وسانتا ماريا دي لوكا، على مرمى حجر منها.

وفضلاً عن الجولات السياحية بين مطاحن الزيت الجوفية ومهرجانات زيت الزيتون وتذوق الطعام، تشمل مناطق الجذب السياحي أيضاً متحفاً لحضارة الفلاحين، الذي يعرض أشياء من الماضي.

تُقام مهرجانات سنوية تعرض موسيقى سالنتينا الشعبية والرقصات والحرف العتيقة وألواناً مختلفة من الطعام.

والسمك المقلي من الأطباق الشهية في بريزيتشي، وكذلك المعكرونة يدوية الصنع الشهيرة والأوريكيته والستراشيناتي. ومن الأطباق المحلية الأخرى فطائر المعكرونة المخمرة الصغيرة المحشوة بالروبيان وسمك القد والخضراوات، وبيتزا "ألّا بيتسيولا" المصنوعة من الزيتون والقبار والطماطم الكرزية.