نبض البلد -
نبض البلد -يبدو أن محصول الكمأة الثمين يواجه خطر الانقراض في أوروبا، نتيجة تغير المناخ، وفق ما يقوله الخبراء، حيث تعاني الغابات الرطبة التي تنمو فيها الكمـأة من الجفاف وموجات الحر.
وبعد ارتفاع درجة الحرارة إلى معدل غير مسبوق في شمال إيطاليا الصيف الماضي، لم يتمكن جامعوا الكمأة من العثور إلا على كميات قليلة منه، في حين ارتفعت أسعارها إلى معدل قياسي وصل إلى 600 يورو للكيلو غرام الواحد، أي بزيادة تصل إلى 50% على المعدل.
وقال رئيس المركز الوطني لدراسات الكمأة مورو كاربون: "عندما ينخفض معدل الأمطار ترتفع الأسعار".
وتنمو الكمأة بالقرب من جذور أشجار الصنوبر والبلوط، ويتم العثور عليها من قبل كلاب مدربة تدريبا عاليا، في مواقع سرية لا يعرفها إلى أصحاب هذه الكلاب.
وتعطي الكمأة نكهة فريدة لطبق الريزوتو الإيطالي المطبوخ بالبخار. ولكن نظرا لارتفاع سعر الكمأة لندرة وجودها، وفق ما كشفت عنه دراسة أخيرة فإن هذه الندرة ليست في إيطاليا فقط وإنما في عموم أوروبا.
واكتشف الباحثون الألمان في جامعة كونستانز الألمانية، الذي درسوا كمأة الصيف في جنوب غرب ألمانيا وسويسرا خلال ثماني سنوات، أن أنتاح هذه الكمأة يتأثر بصورة حادة بارتفاع الحرارة، حيث يتنافص الإنتاج بنسبة 22% كلما ارتفعت الحرارة درجة واحدة فوق المعدل، واكتشف الباحثون أن ارتفاع الحرارة 3 درجات فوق المعدل كفيل بالقضاء على الكمأة بصورة نهائية.
وانخفض الإنتاج السنوي للكمأة السوداء في فرنسا من 1500طن في القرن التاسع عشر إلى مابين 10-50طن في الوقت الحالي.
وقال كاربون إن الطريقة الوحيدة اللازمة للحفاظ على بقاء الكمأة تتمثل في بقاء مياه الأمطار والري.