تنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي ظاهرة الصور المضللة، والتي تشير لأحداث وأماكن غير تلك الأحداث والأماكن الحقيقية التي التقطت الصور فيها. ويبدو أن لا مبالاة الناس أو ضيق وقتها وقلة اهتمامها جعلها تتغاضى عن البحث أو التقصي والمتابعة لتعرف حقيقة هذه الصور، ومناسبتها أو مكانها الفعلي، بعيداً عنالتضليل وتوظيفها لغايات الإساءة او التشويه او حتى الترويج لمواقع تبحث عن الشعبوية والانتشار السريع.
فقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر مؤخرا، صورة لمنشأة رياضية ضخمة مضاءة ليلا حيث حظيت الصورة بمئات التعليقات بين معجب ومنتقد.
وزعم المعلقون بأن الصورة تعود لمدينة رياضية افتتحت حديثا في مدينة العلمين المصرية. وتبدو في الصورة منشأة رياضية ضخمة مضاءة ليلا، كتب عليها "افتتاح أكبر مدينة رياضية بمدينة العلمين وفيها ملاعب كرة قدم مغطاة وحمامات سباحة وقاعة ألعاب قتالية ومنطقة ألعاب أطفال، بالإضافة إلى صالة بلياردو وتنس طاولة ومنطقة مطاعم".
ليتبين لاحقاً أن الصورة تعود لملعب كراسنودار في روسيا، وهي منشورة منذ عام 2021.
وأوضحت محركات البحث أن الصورة تم نشرها في حساب مصور روسي على موقع إنستغرام عام 2021، كما أنها ملتقطة في مدينة كراسنودار الروسية الذي افتتح عام 2016 ويتسع لأكثر من 35 ألف مشجع.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، تداول متابعون صورة حشرة قال ناشروها، أنها لعث ديموديكس الذي يعيش على وجه الإنسان ويتغذى من إفرازات الدهون.وعثّ ديموديكس هو طفيلي له ثماني أرجل بالغ الصغر يعيش على مقربة من بصيلات الشعر أو فيها لدى الثدييات والبشر أيضا.
ويعيش نوعان من هذا العثّ وهما "ديموديكس فوليكولوروم" و"ديموديكس بريفيس" بشكل خاص على مناطق في وجه الإنسان كالخدّين والأنف والذقن والجبين، وعلى بشرة غالبيّة الناس إلا أنّه لا يشكّل خطراً بشكل عام بحسب الخبراء.ولكن في حال تواجدهبكثرة فقد يسبب مرضا جلديا.
إلا أن ما يظهر في الصورة ليس عثّ ديموديكس، وبالتفتيش عنها ظهر أنها منشورة في 19 مايو 2014 مرفقة بتعليق يشير إلى أنها لـ"دودة قزّ" بعدما جرى تكبيرها 25 مرّة لدى طبعها بحجم 10 سنتيمترات، حيث تندرج صورة دودة القزّ هذه ضمن مجموعة من صور الحشرات المصوّرة تحت المجهر.
وفي الجزائر انتشرت قبل أيام صورة لطابور طويل من الناس كتب عليها "باب الواد: طوابير ليلية غفيرة من أجل اقتناء كيس حليب"، حصدت المئات من المشاركات والتعليقات عليها، ويذكر أن باب الواد حيشعبيفي العاصمة الجزائرية.
ويأتي انتشار هذه الصورة التي ادعى ناشروها أنها لطابور شراء الحليب في الجزائر، في ظل الحديث عن أزمة الحليب في الجزائر على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ووسائل إعلام جزائرية محلية.
لكن وكالعادة أظهر التفتيش عبر محركات البحثأن الصورة منشورة منذ سنوات على مواقع صينية، وتعود لطابور من الناس اصطفوا في صفوف طويلة في مقاطعة خنان الصينية في فبراير 2014 في حفل افتتاح معرض للتوظيف.