تحذيرات من آثار السجائر الإلكترونية.. علماء: قد تسبب موجة من الإصابة بالسرطان بعد 10 سنوات

نبض البلد -
نبض البلد - وكالات

حذَّر علماء بارزون من أن انتشار التدخين الإلكتروني (الفيبينج) Vaping قد يستنفر موجة جديدة من الإصابات بمرض السرطان بعد عشر سنوات.

يأتي ذلك التحذير في وقت بلغ فيه عدد المستخدمين للسجائر الإلكترونية في بريطانيا نحو 3.6 مليون شخص، أي نسبة 7.1% من البالغين في البلاد، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الأحد 11 سبتمبر/أيلول 2022.

البروفيسور تشارلز سوانتون، كبير الأطباء في مركز أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة والباحث بمعهد فرانسيس كريك في لندن، قال إن التدخين الإلكتروني، وإن "يكاد يكون من المؤكد" أنه أقل ضرراً من التدخين، فإنه لا يزال فيه خطورة على صحة الناس.

سوانتون أوضح رأيه بالقول: "لا أرى أنه يمكننا القول إن التدخين الإلكتروني دائماً خيار آمن للإقلاع عن التدخين، فقد يكون أقل ضرراً، لكن هذا لا يعني أنه خلو من الضرر. فعلى سبيل المثال، لا دليل لدينا على أن التدخين الإلكتروني لن يسبب سرطان الرئة بين متعاطيه بعد عشر سنوات من الآن".

تزايد المخاوف

ووفقاً للصحيفة البريطانية، فقد تزايدت المخاوف من آثار التدخين الإلكتروني بعد أن تبيَّن للعلماء بعض الشواهد المبكرة على أسباب إصابة أناس كثيرين من غير المدخنين بسرطان الرئة، حيث أشارت الإحصاءات إلى أن ما يقرب من واحد من بين كل ثمانية مصابين بسرطان الرئة في بريطانيا لم يدخنوا من قبل قط.

إلى ذلك، كشفت النتائج التي انتهى إليها فريق العلماء من معهد فرانسيس كريك البريطاني، أن أسباب الإصابة بسرطان الرئة بين غير المدخنين تقع على تلوث الهواء ومهيّجات أخرى في المقام الأول، فهي تسبب الالتهاب، ثم عملية التعافي منه التي "تنشِّط" الخلايا النائمة التي تحمل الطفرات المسببة للسرطان. وقد أبدى الباحثون تخوفهم من أن التدخين الإلكتروني ربما يسبب الإصابة بالسرطان على النحو نفسه.

الأدوية المضادة للالتهاب

في غضون ذلك، قال الباحثون إن الأدوية المضادة للالتهابات قد تساعد في وقف سيرورة الإصابة بالسرطان، لكن الأمر قد يستغرق بضع سنوات.

وتابع سوانتون: "الآلية التي توصَّلنا إليها يمكن أن تساعد في إيجاد وسائل أنجع للوقاية من سرطان الرئة بين غير المدخنين. فنحن إذا قطعنا الطريق على نمو الخلايا الذي يحدث بتأثيرٍ من تلوث الهواء، فإننا يمكننا تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الرئة".

والسبت 10 سبتمبر/أيلول، قدَّم الباحثون نتائج دراستهم في "مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب الأورام" بباريس. وقد استخدموا دراساتٍ طرفاها الإنسان والفأر، للتدليل على أن التعرض لجزيئات ملوث الدخان السخامي في الهواء يعزز نمو الخلايا الحاملة للطفرات المسببة للسرطان في الرئتين.

إذ قال الدكتور ويليام هيل، الباحث بمعهد فرانسيس كريك، إن "إيجاد الوسائل للحيلولة دون الإصابة بالالتهاب الناجم عن تلوث الهواء أو تقليل حدته، سيقطع بنا شوطاً بعيداً في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بين غير المدخنين".