يقع كثيرون ضحايا للتضليل من حسابات وصفحات منتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يروج القائمون عليها لمنتجات طبية وعشبية غير معروفة، مدعين أن لها القدرة على علاج كثير من الأمراض، متجاهلين ما قد ينتج عنها من مخاطر صحية قد تؤدي إلى الموت.
ورصدت «الإمارات اليوم» حسابات عبر الإنترنت، يروج أصحابها لخلطات «طبية»، زاعمين أنها تستخدم لعلاج أمراض كالسكري والسرطان، إضافة إلى منشطات جنسية، ومستحضرات لعلاج الأمراض الوبائية، والبشرة، ترسل إلى المنازل، أو تباع في مراكز معينة.
ويلجأ تجار هذه المنتجات، التي تباع تحت مظلة «الطب الشعبي» أو «البديل»، عادة، إلى الإعلان عن منتجاتهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للصفحات ذات المتابعات المرتفعة.
وحذّر أطباء من اللجوء إلى هذه النوعية من الوصفات، أو المنتجات الطبية، التي تباع عبر الإنترنت، مؤكدين أنها تنطوي على ادعاءات مضللة، مثل الزعم بأن لها القدرة على علاج أمراض السكري والسرطان.
وقالوا إنها وصفات علاجية غير مرخصة، وغير معتمدة من طبيب مختص.
واعتبر استشاري طب الأسرة والصحة المهنية، الدكتور منصور أنور، أن لجوء المرضى لوصفات وخلطات علاجية عبر الإنترنت «مشكلة كبيرة قد تهدد حياتهم، وتعرضهم لمخاطر صحية»، مؤكداً أنه استقبل مرضى عانوا أعراضاً صحية بسبب تناولهم منتجات طبية، حصلوا عليها من مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد على أن «اقتراب ذوي الأمراض المزمنة من خلطات الإنترنت يعد خطاً أحمر، حيث ترتفع نسبة تعرضهم لمضاعفات، وقد تصيبهم انتكاسات صحية أشد خطورة».
وحمّل مروجي وبائعي هذه المنتجات المسؤولية عن النتائج التي تصيب مستخدميها، كونهم باعوها بادعاءات علاجية مضللة، أضرت بمستخدميها، وعرّضت حياتهم للخطر.
وأكد أخصائي طب الأسرة والمجتمع في مستشفى فقيه الجامعي، الدكتور عادل سجواني، أن «الطب يجب أن يكون مبنياً على البراهين والأدلة، أما ما يعرف بالطب البديل، فمعظمه ليس مبنياً على دراسات، لذلك يجب اللجوء إلى كل ما هو مثبت علمياً».
ولفت إلى أن «تحقق فائدة لشخص ما لا يعني أن المنتج أو الخلطة مناسبان للجميع، حيث لا يعمم المنتج العلاجي إلا بعد دراسات موسعة وتجربة على عدد كبير من الأشخاص، وتحديد حجم الأضرار الجانبية المحتملة».
وذكر أن كثيراً ممن أصيبوا بأمراض ومشكلات صحية في الكلى، ثبت لاحقاً أنها بسبب استخدامهم منتجات عشبية، أو منتجات لم تخضع لدراسات علمية، مطالباً بالاعتماد فقط على المنتجات التي خضعت لاعتمادات من جهات صحية عالمية.
وأضاف: «يعد التخصص الطبي من أهم الأمور التي يجب مراعاتها عند اختيار الطرق العلاجية، حيث لا يمكن لطبيب جراح أن يعالج مريض السكري، كذلك لا يملك الطبيب الباطني المعلومات الجراحية، فكل شعبة وتخصص من الطب، يتطلب دراسة سنوات، ولا ينبغي تجاهل هذه المعلومات واللجوء إلى غير المختصين طلباً للعلاج».
وحذّرت نائب رئيس شعبة طب الأسرة في جمعية الإمارات الطبية، الدكتورة حمدة خانصاحب، من شراء أي خلطات عشبية أو دوائية من وسائل التواصل الاجتماعي، أو أي من وسائل التجارة الإلكترونية، كونها مجهولة المصدر، والمحتوى، وغير آمنة للاستخدام.
ولفتت إلى أن كثيراً من المرضى عانوا تراجع وظائف الكبد، وأنواعاً من الحساسية، وأعراضاً أخرى، تبين لاحقاً أنها نتيجة استخدام المريض خلطات علاجية مجهولة عبر الإنترنت.
وذكرت أن «استقاء طرق علاجية من الأطباء المختصين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مباح، خصوصاً في حال كانت موثقة ومسندة علمياً، فيما يجب الحذر من أي طبيب يتداول معلومات دون ذكر مصادرها العلمية والرسمية».