وجدت دراسة، أجرتها منظومة الرعاية الصحية العالمية «كليفلاند كلينك»، أن فقدان الوزن الناجم عن جراحات علاج السمنة لدى البالغين ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 32%، وبانخفاض خطر الوفاة الناجمة عن السرطان 48% مقارنةً بالبالغين، الذين لم يخضعوا لهذا النوع من الجراحات. ونُشرت نتائج الدراسة البحثية هذه في مجلة شبكة «جاما» الطبية.
وقدرت منظمة الصحة العالمية في عام 2016 أن أكثر من 650 مليون بالغ في سن 18 عاماً أو أكبر في جميع أنحاء العالم يعانون مرض السمنة. وفي الولايات المتحدة، قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن السمنة تزيد من خطر الإصابة بـ13 نوعاً من السرطان، تمثل 40% من جميع أنواع السرطان التي يجري تشخيصها سنوياً في هذا البلد.
وقال مدير معهد السمنة والتمثيل الغذائي لدى كليفلاند كلينك، ورئيس فريق وضع التقرير البحثي للدراسة، الدكتور علي أمينيان، إن جراحات السمنة تُعدّ حالياً «العلاج الأكثر فاعلية للسمنة»، مشيراً إلى أن بإمكان المرضى أن يفقدوا ما بين 20 و40% من الوزن بعد الجراحة، وفقدان الوزن يمكن أن يستمر لعقود. وتشير النتائج لهذه الدراسة إلى أنه كلما زاد فقدان الوزن، قلت مخاطر الإصابة بالسرطان.
وتوصف دراسة كليفلاند كلينك بأنها بحث في الإجراءات الجراحية والفاعلية طويلة الأمد في حالات الإصابة بالأورام والوفاة، وهي دراسة جماعية متطابقة، شملت أكثر من 30 ألف مريض من مراجعي كليفلاند كلينك. وجرت مطابقة مجموعة من 5053 مريضاً بالغاً خضعوا لجراحات السمنة بين عامي 2004 و2017، مع مجموعة ضابطة مكونة من 25265 مريضاً لم يخضعوا لجراحات السمنة، بنسبة واحد إلى خمسة.
ووجدت الدراسة أنه بعد مرور 10 سنوات، أصيب 2.9% من المرضى في المجموعة التي خضعت للعلاج الجراحي بسرطان مرتبط بالسمنة، مقابل 4.9% من المرضى في المجموعة غير الجراحية.
وتقول الوكالة الدولية لأبحاث السرطان إن 13 نوعاً من السرطان مرتبطة بالسمنة، مثل سرطان بطانة الرحم، وسرطان الثدي، وسرطان القولون والكبد.
وبعد مرور 10 سنوات، تُوفّي بسبب الإصابة بالسرطان 0.8% من المرضى في مجموعة الجراحة، و1.4% من المرضى في المجموعة غير الجراحية. وتشير النتائج إلى أن جراحة علاج البدانة مرتبطة بانخفاض خطر الوفاة بالسرطان بنسبة 48%.
ولاحظ الباحثون أن فوائد جراحة علاج البدانة شوهدت في مجموعة واسعة من المشاركين في الدراسة، بمن فيهم النساء والرجال والصغار والكبار.
من جانبه، قال كبير المسؤولين الأكاديميين في معهد القلب والأوعية الدموية والصدر وكبير واضعي تقرير الدراسة الدكتور، ستيفن نيسن، إن السمنة تأتي في المرتبة الثانية بعد التبغ على لائحة الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالسرطان، والتي يمكن الوقاية منها. ورأى أن الدراسة تقدّم أفضل دليل على قيمة الفقدان المقصود للوزن بُغية تقليل أخطار الإصابة بالسرطان والوفاة الناجمة عنها.
مزيد من الدراسات
أكد رئيس قسم أمراض الدم والأورام الطبية في كليفلاند كلينك، الدكتور جيم أبراهام، أهمية التفكير في جراحات السمنة وغيرها من العلاجات التي يمكن أن تساعد في الوقاية من السرطان، وتقليل الوفيات، بناءً على حجم المنافع الموضّحة في دراسة كليفلاند كلينك، لكنه شدّد على وجوب إجراء مزيد من الدراسات.
ستيفن نيسن:
«السمنة تأتي في المرتبة الثانية بعد التبغ على لائحة الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالسرطان، والتي يمكن الوقاية منها».
30
ألف مريض تتبعتهم الدراسة التي أجرتها منظومة الرعاية الصحية «كليفلاند كلينك».