نبض البلد - فرح موسى
تعد الشاورما من اشهر المأكولات التي تفضلها معظم شرائح المجتمع وخاصة فئة الشباب، لذلك وجب تكثيف حملات الرقابة عليها، والالتزام بوزن "السيخ" الذي وفق قانون الغذاء والدواء يجب أن يكون بين (60 - 65) كلغم، خاصة وان اي زيادة على هذا الوزن تفسده بسبب الضغط والحرارة وبالتالي يكون المطعم ارتكب مخالفة تستوجب تحويله المحكمة.
وقال خالد محمد صاحب مطعم في اربد، ان رغيف الشاورما التي تعود جذورها إلى بلاد الشام يجب ان يكون وزنه (100 الى 120) غراماً، ويحتوي على مادة اللحم أو الدجاج، والبطاطا، وغيرها من العناصر الغذائية المعروفةً، مطالبا المطاعم باختيار افضل نوعيات اللحوم والدجاج للاستخدام، والاهتمام بنظافة العمال والمكان والأدوات المستخدمة في عملية إعداد الشاورما.
وكانت مؤسسة المواصفات والمقاييس وبالتعاون مع الغذاء والدواء وعدد من الدوائر التي تقع على تماس مباشر مع المطاعم، ضبطت العديد من المخالفات في مطاعم الشاورما، واوقعت عليها المخالفة، منذرة اياها انه في حال التكرار سيتم إغلاقها بالشمع الأحمر، وتحويل أصحابها الى المحافظ، أو المحكمة لإجراء المقتضى القانوني الملائم لمثل هذه الحالات.
ودعا المواطن حسين غرايبة بدوره، مطاعم الشاورما للالتزام بالنظافة العامة وان تكون اسياخ الشاورما مطابقة للمواصفات مطالبا بتكثيف حملات الرقابة على المطاعم خاصة في المناسبات والاعياد.
وقالت الدكتورة الصيدلانية طيب فاروسي مستشارة صيدلانية / ماستر غذاء وتغذية وكيمياء، ان هناك قوانين صارمة من المؤسسة العامة للغذاء والدواء، فيما يخص الوزن المسموح به لسيخ الشاورما وهو 70 كغ بالضبط ، وكذلك هناك مراقبة صارمة ودائمة من المؤسسة بالنسبة لنوعية اللحوم المستخدمة في صنع الشاورما سواء اللحوم الحمراء أو الدجاج ، ولكن هذا لا يمنع بين حين وآخر في حدوث تجاوزات من بعض المطاعم بهذا الخصوص خاصة بما يتعلق بتخزين اللحوم ونظافة المكان والعاملين فيه .
واضافت ان حوادث التسمم في الاردن ولو كانت قليلة ولكنها موجودة وتحدث خاصة في فصل الصيف حيث درجات الحرارة المرتفعة جدا الأمر الذي يفسد اللحوم بسبب اصابتها بأنواع معينة من البكتريا (الجراثيم). وعادةً نسمع بهذه الحوادث مرة او مرتين في العام وبأماكن متفرقة من البلاد وغالبا ما تحصل كما ذكرنا بسبب ارتفاع درجات الحرارة وسوء التخزين وقلّة النظافة وعدم مراعاة الشروط الصحية بشكل عام في أماكن البيع .
وبينت لم نسمع العام الماضي بحوادث تسمم حصلت لعدد كبير من الناس . ولكن في العام 2020 كان هناك أكثر من حادثة حصلت في الصيف شهري 7 و 8 وراح ضحيتها عدة أشخاص بينهم طفل في الخامسة ورجل بالأربعين من عمره ، وكانت أعداد الاصابات التي اصابها التسمم حينذاك كبيرة ما بين 700 شخص في شهر 7 وحوالي 800 مصاب في شهر 8 .
والسبب الرئيسي بالتسمم كان سوء تخزين اللحوم خاصة الدجاج وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة الشديدة وبالتالي فساد هذه اللحوم بسبب اصابتها ببكتيريا انتركوكس فيكالس ( الجرثومة المعوية البرازية ) وبكتيريا كامبيلوباكتر (الجرثومة العطيفة أو المنثنية) والتي تسبب التهاب الكولون ( حمى واسهال وآلام ومغص في البطن )….
مضيفة ان انتقال هذه الجراثيم للانسان يتم بسبب سوء النظافة وعدم غسل الايدي من قبل العاملين في المطاعم قبل لمس الطعام ، وحتى ولو تعرضت الشاورما للنار فإنّ البكتيريا في اللحوم المصابة تنتقل لتصيب الشخص بالتسمم اذا كانت أيدي العامل ملوثة وغير نظيفة …
ومن النصائح التي يحب على الناس أخذها بعين الاعتبار - وفق الدكتورة فاروسي - عدم تناول الشاورما الا من المطاعم المعروفة والمرخصّة صحياً والنظيفة جدا، والأفضل التقليل من تناول الشاورما قدر الامكان ( ومحاولة صنعها في المنزل) والابتعاد عن تناول المايونيز فيها والتأكد من نظافة الخضار المضافة اليها
وقالت طالبة الدكتوراة حنان فردوس "ام" انها من مدمني الشاورما اذ انها تجد بالشاورما ضالتها حيث انها تعمل لفترات طويلة ولا تجد احيانا وقتا لتحضر الغداء او العشاء لعائلتها فانها تلجـ لشراء الشاورما وانها تفضلها عن الكثير من باقي الاطعمة الجاهزة
من جهتها، تشكو ام محمد من ادمان اولادها على الشاورما موضحة انها تعمل لبيتها ما لذ وطاب من الاطعمة التي فيها تنوع غذائي وذو فائدة لبناء جسمي مثالي لاولادها الا انهم لا يأكلون منه الا القليل وما ان تلبث قليلا حتى تجدهم قد قاموا بطلب الشاورما معبرة عن قلقها من ادمانهم للشاورما.
وقال رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات، إن مادة الشاورما من الناحية الصحية، هي من المواد الغذائية الحساسة جداً التي يجب التعامل معها بالطرائق الصحية السليمة، للمحافظة على صحة وسلامة الانسان، خاصة أننا نسمع من فترة الى أخرى حدوث تسممات غذائية.
وطالب بتشديد الرقابة من قبل الجهات الصحية ذات العلاقة على محلات بيع الشاورما، والالتزام بالأوزان المحددة من قبل الجهات ذات العلاقة، وذلك تحقيقاً لمبدأ العدالة لجميع أطراف العملية التبادلية، فمن حق المستهلك أن يحصل على رغيف الشاورما، أو وجبة الشاورما، دون نقصان في مادة اللحم أو الدجاج.