نبض البلد -
نبض البلد – شذا حتاملة
متحف دار السرايا.. متحف أثري يقع في محافظة أربد ويعتبر أقدم مبنى تراثي في وسط المدينة يقع على السفح الجنوبي لتل أربد الأثري ويعتبر أحد أهم المتاحف الموجودة في المدينة .
وقالت أمينة المتحف أسماء الزبدة، أن متحف دار السرايا كان في الاصل قلعة شيدت على يد العثمانيين في منتصف القرن التاسع عشر فوق الطرف الجنوبي لتل أربد، لكن كانت القلعة مهدمة ومهملة كما وصفها الرحالة الالماني شوماخر1885 "يعلو المدخل الجنوبي قوس ويؤدي إلى حوش مربع تحيط به صفوف من العقود بنيت بالحجارة البازلتية والجيرية "، واستخدم المبنى في عام 1886 كمركز ومقر جديد للحاكم العثماني (السرايا ) عندما استحدثت الحكومة العثمانية وحدة إدارية باسم سنجق (قضاء) في المنطقة الممتدة بين نهري اليرموك شمالًا والزرقاء جنوبًا ، ثم استخدم كسجن ومركز للشرطة في عهد الإمارة عام 1921م، إلى أن تم استملاكه من قبل دائرة الاثار العامة عام 1994م حيث أجرت جميع أعمال الصيانة والترميم للمبنى وإزالة الارضيات والأبواب وفتحت بعض الأماكن المغلقة حتى يكون ملائم ومناسب كمتحف أثري، وفي عام 2007 تم افتتاحه كمتحف رسميًا أمام الجمهور .
واضافت الزبدة أن المتحف (القلعة) مبنى من الحجارة البازلتية والحجر الأبيض القاسي مقام على مساحة أرض تبلغ (4000 م2) ، ويتألف من طابقين وله مدخلان شمالي وجنوبي يعلوه نقش حجري باللغة العربية يعود لسنة 1304 ه /1886 م .
وتابعت أن الطابق الأول يتألف من ستة عقود وصالة وعشرة غرف ومستودع كبير ، ومدخلين شمالي وجنوبي وتبلغ مساحته 1400 م2 ،والساحة الداخلية المكشوفة مساحتها 600 م2 أما الطابق الثاني يتالف من 16 غرفة بمساحة 1250م2 وساحته الخارجية بمسافة 600م2 .
واشارت أن متحف دار السرايا يضم مجموعة من القطع الأثرية التي تم اكتشافها من خلال حفريات محلية أو أجنبية للمواقع الأثرية في محافظة أربد كالقطع الفخارية والمعدنية والعملات حيث هناك تنوع في عرض القطع الأثرية من العصور القديمة إلى الكلاسيكي والفترات الإسلامية ، ويتألف من سبع قاعات ثلاثة قاعات كبرى (القديمة، الكلاسيكية والاسلامية ) وتغطي بداية النشاط الإنساني قبل حوالي مليون سنة وتنتهي بالفترة العثمانية كالاباريق ،القوارير الزجاجية، والامفورات الصغيرة والكبرى، والجرار المزخرفة والمزججة، وثلاثة قاعات متخصصة بالتعدين والمنحوتات والفسيفساء ،ففي قاعة التعدين تعرض معروضات حديدية وبرونزية وأهمها العقد البرونزي الذي عثر عليه في طبقة فحل وتعود إلى العصر البرونزي ومنفاخان من الطين استخدمت في تعدين الحديد ويعود إلى الفترة المملوكية ، أما في قاعة المنحوتات تضم تماثيل الالهة والاباطرة والأعيان تعود إلى الفترة اليونانية والرومانية، بينما تضم قاعة الفسيفساء لوحات كاملة لمواضيع مختلفة من الحياة كالريف والصيد بالإضافة إلى الزخرفة النباتية والحيوانية ، وقاعة أربد التي تظهر ما بين الماضي والحاضر وتعرض مواضيع له علاقة بالآثار الأردنية وتعرف بالتاريخ الحضاري لمحافظة أربد ، وساحة مكشوفة تضم مجموعة من القطع الكبيرة الحجم مثل التوابيت والأعمدة والأبواب والتيجان والمعاصر والمنحوتات التي تعود إلى الفترة الرومانية ، بالإضافة إلى انه تم استغلال هذه الساحة في إقامة الفعاليات المحلية من معارض، وبازرات ،ومحاضرات، وحفلات موسيقية، وذلك لربط المجتمع المحلي مع المتحف .
واكدت الزبدة أن المتحف كان له دور كبير في نشر التوعية الأثرية بعمل محاضرات توعوية للطلاب وعرض المادة العلمية عن المواقع الأثرية في مختلف مناطق المملكة بالإضافة إلى تعريف الطلاب بأهميتها وتاريخها الزمني واهمية الحفاظ عليها إلى جانب ذلك إقامة العديد من الورشات لتصنيع الفسيفساء للطلاب للتعرف أكثر على حجارة الفسيفساء وكيفية عمل لوحات فنية صغيرة تتناسب مع أعمارهم .