حسين الجغبير
ما الذي شاهدنا يوم الاثنين. هل هذا تعديل وزاري برأي رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة؟ هل هذا التعديل هو الأكثر صوابية والذي من شأنه أن يدفع بعجلة الانتاج والاصلاح الاقتصادي للأمام؟
غريب ما يحدث اليوم، يخرج الدكتور الخصاونة صبيحة التعديل الوزاري ليؤكد أن هدفه بث الروح بالفريق الاقتصادي، لنجد أننا أمام مخرجات لا علاقة لها بالاقتصاد إذا ما تم استثناء انشاء وزارة للاستثمار، والتي لا نعرف هويتها، وإذا ما كانت ستتعارض مع هيئة الاستثمار. أتمنى من الخصاونة أن يشرح هذه المعادلة بشكل واضح، فالأردن لا يقوى على خلق أفكار عبثية. يجب أن يكون هناك دراسة أسفرت عن حتمية انشاء مثل هذه الوزارة.
الأردنيون لم يكونوا معنيين أبدا بشأن التعديل الحكومي، الذي هو آخر همهم نظرا لاختلاف أولوياتهم التي تركز على الفقر والبطالة وتأمين الاحتياجات الاساسية لأولادهم من مأكل ومشرب وملبس وتعليم ونقل، ولأنهم باتوا اليوم ينظرون لكافة الحكومات على أنها غير قادرة على تنمية الدولة وتعزيز امكانياتها في وقت دول مجاورة تبعث بها الروح من جديد. الفرق بين مسؤولي هذا البلد ومسؤولي تلك الدول أنهم يريدون العمل وينفذونه بجدارة واجتهاد.
اعتقد أن رئيس الوزراء فشل في تعديله الأخير، وهذا بشهادة رواد مواقع التواصل الاجتماعي ممن أطلقوا العنان لآرائهم وانطباعاتهم بخصوص مدى قدرة هذا التعديل على إحداث فرق بمجمل الملفات المطروحة والهامة والتي لا تحتمل اضاعة الوقت.
تبديل وجوه ليس أكثر، وإن حدث وأن تبدلت هذه الوجوه فهي لن تفعل شيئا، كون نهج إدارة العمل العام ما تزال عاجزة أمام التحديات التي تواجه المملكة اقتصاديا وسياسيا، والتعامل مع الضغوطات المترتبة على الدولة جراء ما يدور في دول الجوار منذ سنوات والتي دفعت المملكة ضريبتها جيدا.
صوت الخصاونة بتعديله الأخير كان خافتا، رغم أن أحدا لم يكن متفائلا بما هو قادم. لكن وبحسب قراءة متابعين للشأن الحكومي فإن الخصاونة ربما يكون قد نجح في إطالة أمد حكومته، لكن على صعيد الدولة فهو لم يتمكن من خلق فريق وزاري متجانس. التعديل حدث لكنه وفق ذات المتابعين لن يحدث التغيير.
يفترض أن يكون رئيس الوزراء أكثر ذكاءا ويدرك جيدا أن فرصه لإجراء مزيد من التعديلات تكاد تكون معدومة، وأن الوقت يداهمه، فهو مصر على عدم اقناعنا بما يفعل ويخطط وينفذ، حيث عليه أن يعود إلى الوراء خطوات عديدة والبدء من جديد إن اسعفه الوقت.
لا اريد ان اكون متشائما حيث من حق الدكتور الخصاونة أن يأخذ فرصته الكاملة بإدارة السلطة التنفيذية بالطريقة التي يراها مناسبة، وسواء كان بالنسبة لي هذا مقنع أم لا، لكن عليه أن يعلم جيدا أن الأردن ليس حقل تجارب ولا يحتمل مزيد من القرارات غير الواقعية والمعقولة.