نبض البلد - فرح موسى
ضمن احتفالات مدينة إربد في المئوية الاولى للدولة الاردنية، أقامت جمعية سيدات أرابيللا الثقافية، أمسية عن حياة الفنان توفيق النمري في مبنى دار السرايا في اربد، وكانت الفعالية تحت رعاية النائب السابق الكاتب جميل النمري، وبالتعاون مع مديرية ثقافة إربد.
وقد تحدث الأستاذ جميل النمري عن مبنى السرايا، أحد أهم معالم إربد الأثرية، وقال، إنه يطيب لنفسي ونحن داخل هذا الفضاء الواسع، والجميل، وفي حضرة هذا المقام الثقافي، أن أدندن في داخلي أغنية الفنان توفيق النمري: لوحي بطرف المنديل.
لم يكن الأمر بالسياسة فقط، أو بمجيء الهاشمي عبد الله بن الحسين لتشكيل حكومة وطنية، وكل المكونات في هذه الارض الحبيبة، شاركت في تشكيل الهوية الوطنية، الهوية الوطنية التي لم تأتي من فراغ،
نحن لم نصنع تراث وثقافة على طريقة الصهاينة الذين افتعلوا كل شيء بما في ذلك الاكلات الشعبية، أنا درست في ايطاليا، وكان الطليان يقدموا لنا الفلافل وبعض الوجبات الشعبية على اعتبار أنها من الأكلات الشعبية الإسرائيلة.
لكن ما هو معروف أن لهذه الأرض تاريخ عريق جداً، تحكيه ذاكرة هذا المكان، مبنى السرايا وما قبله من تاريخ أردني بدأ من العصور الحجرية، ثم مملكة الانباط، والعصور الإسلامية التي تعاقدت على هذا المكان، وبنت تاريخ الوطن العميق والمتجذر.
ورحبت رئيسة جمعية سيدات أرابيللا السيدة منى حتاملة، بالحضور قائلة إن هذا الإحتفال هو عن روح المرحوم فقيد الاردن الفنان توفيق النمري الذي افنى حياته في الغناء للأردن، وتغنى بالوطن في حله وترحاله، وكان الأردن يجري كالدماء في عروقه.
ومن هذا المنطلق، ومن الواجب علينا ان نتذكر المرحوم النمري، باحتفال بسيط يخلد ذكراه بيننا، وإنني أقدم جزيل الشكر والعرفان لكم جميعاً على حضوركم الذي أسعدنا، وبعث فينا العزيمة، لنواصل ونستمر في تقديم مثل هذه المبادرات، واتمنى منكم الدعوة بالرحمة للفقيد الكبير توفيق النمري.
من جانبها تحدثت السيدة فردوس شباط وهي إحدى عضوات جمعية أربيللا، وقد ابتدأت بالترحيب بمدير ثقافة إربد الأكرم، ونائبه، وراعي الحفل سعادة جميل النمري، ومدير دائرة السرايا الدكتور محمد غوانمة، ورئيسة جمعية ارابيلا السيدة منى حتاملة، وقالت: عهدنا في جميعة أرابيللا مشكورة منذ نشأتها، أن تقدم ما هو متنوع، ومختلف عن باقي الجمعيات الثقافية، فقد آلت على نفسها أن تسلط الضوء على شخصيات إربد المبدعة، كلٌ في مجال عمله، إن كان في أصول العلم، أو السياسة، أو الأدب، أو الفن، بدون أدنى تمييز او تحيز.
وقالت؛ إن إربد مدينة عريقة، ولاّدة على مر العصور، وعلينا أن نرصد أسماء هذه الشخصيات ونضعها في دائرة الضوء، علينا أن نبرزها، ونقدمها للأجيال القادمة، وللعالم العربي، وهذه فرصة مناسبة لنا من خلال إربد عاصمة الثقافة العربية.
وتابعت: لا يسعني هنا إلا أن أشكر رئيسة الجمعية السيدة منى حتاملة على اخيارها الموفق للشخصيات الثقافية والفنية والأدبية والاجتماعية، وقد قال عنها مدير الثقافة في إحدى الأمسيات؛ السيدة منى حتاملة تتعبنا في عفويتها، ولا نملك الا الطاعة وتلبية لطلباتها، وأنا أقول؛ منى حتاملة تأسرنا بعفويتها، وبساطتها، وصدقها، ودفاعها عن كل ما يستحق أن نلتفت إليه، لإحياء ذكرى من رحلوا من المبدعين، كنوع من رد الجميل أولاً، ولتعريف الأجيال الثقافية برواد الحركة الفنية والاجتماعية.
وتابعت شباط: هناك شخصياتٌ أخذت حقها، وسلط عليها الضوء أكتر من غيرها، وانشغلت بها المؤتمرات، والندوات، والكراسي، وهناك من لا أحد يذكره، مع أنه قدم الكثير الكثير لإربد، وللمجتمع.
اليوم تقدم جمعية سيدات أرابيللا الفنان توفيق النمري إبن الحصن، وإربد، المطرب، والملحن، والكاتب في الموسيقى العربية والذي لمع نجمه في الأغاني التراثية، والوطنية التي يرددها جيلنا في المناسبات الوطنية، لقد غنى النمري للوطن، غنى لوردها وزيزفونها، غنى لجيشها، ولطيرها، ولبراريها، ومزيونتها، وقد حصل على تكريم خارجي من كوريا، وفرنسا، لكن لم يلاقي هذا الإهتمام كما يجب في وطنه، وهذا هو دورنا كجمعيات، واطرٍ ثقافية، أن نبرز هذه الشخصيات التي ساهمت في إثراء الحركة الفنية، والثقافية على الاجيال القادمة، فلا أقل من تسمية بعض شوارعنا، وقاعاتنا الرسمية بأسماء هذه الشخصيات ومن رحلوا من المبدعين.
واليوم سلامٌ على كل من ساهم وحضر منكم، وضمة ورد من جنينة سيدات أرابيللا الثقافية؛ نهديها لكم فرداً فرداً، عنواناً للمحبة.