نبض البلد -
نبض البلد -- اشتكى اولياء امور اطفال زارعي القوقعة من ارتفاع كلف صيانة واستدامة عمل الجهاز الخارجي للقوقعة.
وقالوا في حديث لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان العمر الافتراضي للجهاز الخارجي للقوقعة يتراوح ما بين 5 الى 7 سنوات على ابعد تقدير ما يعني الحاجة الى اعادة تركيب جهاز جديد بكلفة تزيد عن خمسة الاف دينار.
وقال رئيس الجمعية الخيرية لرعاية وتأهيل الصم وزارعي القوقعة التي تتخذ من اربد مقرا لها محمد العمري، ان معاناة زراعي القوقعة واولياء امورهم مستمرة في تحمل نفقات صيانة الجهاز الخارجي واستبدال القطع التي تتعرض للعطل او التلف فيه اضافة الى نفقات تأهليهم في مراكز السمع والنطق التي يحتاج اليها زارع القوقعة وهي غير متوفرة ومتاحه بشكل كاف.
واضاف ان تكلفة زراعة القوقعة بجهازيها الداخلي والخارجي تصل الى 12 الف دينار، مشيدا بمبادرة الديوان الملكي ومبادرة سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، "سمع بلا حدود" التي استفاد منهما حوالي 2000 طفل على مستوى المملكة.
وطالب العمري وعدد من اولياء الامور واعضاء في الجمعية بشمول قطع الجهاز الخارجي للقوقعة بالتامين الصحي لتخفيف الاعباء الكبيرة التي يتحملونها جراء ضرورة الصيانة الدورية للجهاز او تلف اجزاء منه تحتاج الى التغيير.
ودعوا الى ادراج زارعي القوقعة ضمن فئة الاشخاص المعوقين لتمكينهم من الاستفادة من الاعفاءات الجمركية اسوة بغيرهم من ذوي الاعاقات والاحتياجات الخاصة .
ودعا عضو الجمعية ووالد احد الاطفال زارعي القوقعة روحي العواودة، الى اعفاء مدخلات الجهاز الخارجي من الضرائب والرسوم الجمركية لتخفيف الاعباء عن كاهل اولياء الامور في استدامة كفاءة الجهاز.
واشار العواودة الى ان صيانة الجهاز الخارجي مقتصرة على شركتين في الاردن يتم من خلالهما ارسال القطع التي تحتاج الى اصلاح وصيانة للخارج ما يزيد كلفة الصيانة عليهم، ودعا الى اخضاع قطع صيانة القوقعة الى رقابة المؤسسة العامة للغذاء والدواء وتحديد سقوف سعرية لها.
وعرض احمد صوافطة والد ثلاثة اطفال زارعي القوقعة لمعاناته المتواصلة في توفير كلفة صيانة الاجهزة الخارجية واستمرار عملها وبرمجتها شهريا.
وطالب بإدراج هذه الخدمات ضمن التامين الصحي، مشيرا الى ان الكلفة الشهرية لصيانة الاجهزة الخارجية للقوقعة لأطفاله الثلاثة تتعدى 500 دينار.
واشار عبدالله بني هاني والد طفلة من زارعي القوقعة الى معاناة اخرى لزارعي القوقعة تتمثل بتأهيلهم في النطق والسمع، لافتا الى ان ابنته ما زالت لا تميز الكثير من المصطلحات والكلمات والجمل البسيطة رغم دخولها في السنة الثانية عشرة مطالبا وزارة التنمية الاجتماعية بالتوسع في استحداث مراكز التأهيل للنطق والسمع، حيث ان الكلفة مرتفعة في حال اللجوء الى المراكز الخاصة.
وعبر والد احد الاطفال زارعي القوقعة فضل عدم ذكر اسمه عن حزنه لاضطراره الى ازالة القوقعة لطفله لعدم قدرته على تحمل نفقات وتبعات صيانتها واستبدال قطعها التالفة والانفاق عليها شهريا، لافتا الى ان طفله عاد الى استخدام لغة الاشارة بديلا عن القوقعة.
واوضح استشاري الانف والاذن والحنجرة والمتخصص في زراعة القوقعة الدكتور فراس الزعبي ان تقنيات زراعة القوقعة في الاردن من التقنيات المتقدمة في المنطقة، مشيدا بمبادرة الديوان الملكي ومبادرة سمو ولي العهد في هذا الجانب.
وبين الزعبي ان الجهاز الداخلي للقوقعة يعتبر دائما ولا يتعرض للتلف لكن المشكلة تكمن في الجهاز الخارجي الذي يتعرض للعطل ويحتاج الى صيانة وبرمجة شهرية وهو العبء الاكبر الذي يرهق اولياء الامور.
ولفت الى عدم وجود قاعدة بيانات تبين الحاجة الفعلية لمرضى السمع والذين يحتاجون لزراعة قوقعة، مشيرا الى اهمية انشاء قاعدة تساعد بتحديد وحصر الحالات التي تحتاج الى زراعة قوقعة.
ودعا القطاع الخاص الى تحمل مسؤولياته المجتمعية بهذا الجانب.
بدوره اكد مدير مكتب اقليم الشمال لشؤون الاشخاص المعوقين احمد الخصاونة ان المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين سينقل هذه المعاناة والهموم الى الجهات والاطراف ذات العلاقة للعمل على ايجاد حلول ناجعة لها تخفف الاعباء الملقاة على عاتق اولياء الامور.
واشار الخصاونة الى ان المجلس الاعلى يعمل مع وزارة التربية والتعليم للتوسع في التعليم الدامج ومع وزارة التنمية الاجتماعية لاستحداث مراكز تأهيل متخصصة للنطق والسمع باعتبار مرحلة التأهيل بعد زراعة القوقعة غاية في الاهمية.
ولفت الى ان مسالة اعتبار زارعي القوقعة من ذوي الاحتياجات الخاصة التي تتمتع بإعفاءات جمركية تحتاج الى تعديل في التشريعات الناظمة لذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ووعد بنقل هذه المطلبية للجهات المعنية في المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين.
-- (بترا)