واستثنى المركز، وهو أحد هيئات الإفتاء التابعة للأزهر، حالتين فقط من ذلك وهما أن يكون الوشم علاجا لأحد الأمراض، أو مرسوما بمواد يسهل إزالتها مثل الحناء.
وقالت الفتوى التي نشرت في بيان على فيسبوك: "صورة الوشم (التاتو) المعاصرة تكون بإدخال أصباغ إلى طبقات الجلد الداخلية بوخز إبرة موصولة بجهاز صغير، يحمل أنبوبا يحتوي على صبغة ملونة، وفي كل مرة تغرز
الإبرة في العضو الموشوم تدخل قطرة صغيرة من الحبر إلى طبقات الجلد الداخلية وتختلط بالدم، ومن ثم يبقى أثر هذه العملية مدى الحياة، أو يظل مدة 6 أشهر فأكثر”.
وأوضح البيان أن حكم الوشم في الإسلام هو "الحرمة”. وقال إن "بعض الفقهاء عد الوشم كبيرة من كبائر الذنوب”، وأكد أن الحكم الفقهي "يشمل الرجال والنساء على السواء”.
وأضاف البيان أن "الوشم ينقل الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم كفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي، ومرض نقص المناعة البشرية (الإيدز)، في حال تلوث الآلات المستخدمة”.
انتشار رسم الوشم
وبدأ فن رسم الوشم في الانتشار مؤخرا في العالم العربي، خصوصا بين الفئات الشابة على وجه التحديد، على الرغم من أن الكثير من المجتمعات، خصوصا المحافظة منها، ترى حرمته، بل إن بعض الدول أصدرت قوانين وتشريعات تمنعه.
وشهدت الفترة الأخيرة افتتاح مدارس لتعليم رسم الوشم في بعض الدول العربية، اذ تشترط بعضها شهادة أكاديمية للحصول على تصاريح لمزاولة المهنة.
وعرفت المجتمعات العربية الوشم منذ القدم، إذا كانت ولا تزال بعض النساء في مناطق متفرقة من الريف العربي و بعض القبائل و العشائر وكذلك مجتمعات البادية، تستخدم الوشم على الوجه للزينة وإظهار الجمال وأحيانا للعلاج.
واستخدمت الحضارات القديمة، كالفراغنة والآشوريين وكذلك الصينيين التاتو لأغراض متعددة، شملت العلاج والزينة والحماية من الأرواح الشريرة ولإظهار الشجاعة أيضا.
واكتشف مؤخرا أن أول من استخدم الوشم هم الفراعنة، إذ عثر على أقدم وشم تصويري في العالم على زوج من المومياوات المصرية يبلغ عمرهما خمسة آلاف عام.
واستخدم الوشم مؤخرا كجزء من العلاج النفسي لمرضى سرطان الثدي، إذ يرسم الوشم للنساء والرجال الذين استئصلت أثدائهم.
وقد يُعتقد بأن البلدان التي يكثر بها الوشم ستكون أكثر قبولا لهذا الفن، لكن الأمر ليس دائما كذلك.
فقد أظهر بحث أجرته كريستين بروسارد وهيلين هارتون لصالح جامعة شمال آيوا، أنه حتى في الولايات المتحدة قد يقترن الوشم الذي يغطي الذراع بالكامل بوصم صاحبه اجتماعيا.