نبض البلد -
نبض البلد -تشتهر مؤسسة (أورأسيا) الأذربيجانية في الفضاء الشاسع للكلمة والصورة مُجتمعتين. هذه الوكالة العريقة للأنباء، تواصل توسيع نجاحاتها لتشمل الأجواء العالمية قاطبة بالرغم من تركيزها الإعلامي؛ وهو جزء من اسمها؛ على قارتي أوروبا وآسيا القديمتين والعريقتين في سِفر الإنسان والحضارة.
تعاون (أورأسيا) يتواصل مع البلدان العربية ويتّسع، فهي تنشر عن قضايانا ووقائعنا، آمالنا وأحلامنا وإنجازاتنا، قضايانا وتطلعاتنا. وبالمقابل، تُعلن وسائل الإعلام العربية أخبار (أورأسيا) عن وطنها الأذري وشعبها وتطلعاته الإنسانية للأمان والسلام والوحدة الترابية والاستقرار والتقدم الصاروخي الذي شرعت باكو به ويتم نقله على الأثير، ليتأكد للقاصي والداني أنه لا يوجد حدود لعزيمة النمو وإنجاز المعجزات في باكو القفقاسية، القريبة جغرافيًا من عَالمنا العربي إيمانًا، وحضارةً، وعاداتٍ وتقاليد، وتركيبة نفسية وعقلية وتطلعات إنسانية.
في أخبار مؤسسة (أورأسيا) الدولية للصحافة، تعاونها مع الفضائيات العربية، بإعداد وإخراج الأفلام عن أذربيجان، ضمنها "الجزيرة" القطرية، بالتنسيق بين المؤسستين في برنامج "المسافر" للجزيرة. تهدف الأفلام إلى نقل صفحات التاريخ الغني والثقافي والجَمال الخلاب لطبيعة أذربيجان، والتقاليد القديمة لناسها، ونمط الحياة لديهم، وسُبل تنشيط السياحة من وإلى أذربيجان والعَالَم العربي بتدفق سياحي "بعدة ملايين"، كما جاء حرفيًا في (أورأسيا).
لفتت انتباهي تصريحات رئيس مؤسسة (أورأسيا) الدولية للصحافة، الأُستاذ أومود ميرزاييف المُكرم، الذي أكد ضرورة إشهار أذربيجان وترويجها في العَالَم العربي، والعَالَم العربي في أذربيجان، ذلك لأن الأفلام تَعرض لانطباعات كاملة، وفيها مقاطع لا مَثيل لها عن بلاده، مُشيرًا إلى أنها "الوثائقية الأولى" مع العرب. وهنا نلاحظ، أن باكو بادرت للتأكيد على أهمية وضرورة توسيع مَديَات العلاقات بينها وبين عواصم الضاد الشقيقة لها، فعَالَم العرب حليف طبيعي وثابت لأذربيجان، ولا يحتاج إلى جهود خاصة وكُبرى لترويج شعبينا لبعضهما البعض، فهما يتمتعان بوحدة عاطفية، وتوافق عقلي، وتفهّم سريع للقضايا المشتركة، وتوحّد في الأهداف والمرامي، ومُناصَرة فورية ومتواصلة لبعضنا البعض في كل المجالات والنقلات.
في العروض الفِلمية الأذرية الخمسة، يستمر كل منها لمدة 25 دقيقة، وتغطي معظم مناطق أذربيجان، بما في ذلك باكو وناختشيوان. قام فريق التصوير المحترف من برنامج "المسافر" لقناة الجزيرة بزيارة أذربيجان في وقت سابق، حيث صوّر المَعالم السياحية والمَناظر الطبيعية، إضافة إلى المطبخ الوطني الأذري، والتراث التاريخي والفولكلور والموسيقى في أذربيجان، بمساعدة ودعم فني من موظفي مؤسسة (أورأسيا) الدولية للصحافة. تم بث الأفلام عن باكو على العالم العربي قبل فترة، وقد عُرضت على مدار عدة أسابيع، من خلال قناة "الشباب"، وأثارت اهتماماً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي.
أذربيجان بلاد ألف ليلة وليلة ووطن شهرزاد وشهريار، هذا ما تحدثت عنه هذه الأفلام، التي حازت على إعجاب الجميع عربًا وأذريين وغيرهم. علّق رئيس مؤسسة (أورأسيا) على هذا الأسلوب التعريفي ببلاده بقوله: هذا النمط العظيم يُزيّن ألوان هذه الأفلام التي كل واحد منها أجمل من الآخر.
كل ما تقدم، يؤكد لجميعنا بأن الآوان قد آن، لنبادر باجتراح مبادرات يومية لتعظيم متواصل للعلاقات والصِلات العربية الأذربيجانية، التي أهمها المُصاهرة، والتبادلات الثقافية والسياحية والعلمية، وتطوير التجارة وتبادل الخبرات في كل حقل، فباكو قريبة منّا جغرافيًا، وهي كانت وستبقى دومًا كامنة في سويداء قلوبنا وتشغل مكانة خاصة في عقولنا. وفي هذا الاقتران والمصاهرة للعلاقات بين الأشقاء العرب والأذربيجانيين، لا بد لي من التوجه لوكالة (أورأسيا) مديرًا وإدارة وإعلاميين وبخاصة للأخ الأستاذ هاشم ماميدوف، بالشكر والتقدير لجهودهم الكُبرى في إعادة نشر أخبار ومقالات جريدة (الأنباط) اليومية الأردنية، إذ أن ذلك يُساهم في تعميق ميداني لعلاقات أُمتينا العربية والأذربيجانية وشعبينا الأُردني والأذري، وتدعيم وترسيخ مُطَّرِد للتفاهم الأَخوي المشترك.
*متخصص قديم منذ الحقبة السوفييتية في شؤون أذربيجان.