نبض البلد -
نبض البلد -قبل ان نغوص في تفاصيل الواقع السياحي في العقبة، ولماذا يختار السائح وجهات سياحية اخرى، يجب الاعتراف بأن العقبة كانت وجهة سياحية عالمية تاريخية قبل ان يكون هناك طابا وشرم الشيخ وقبل ان تفتح تركيا معابرها للسياحة العالمية.
وقادة السياحة في العقبة ورموزها، يأخذوك في رحلة زمنية الى ما قبل قيام سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ويحدثونك عن زمن سياحي جميل، كان فيه خير كثير، يستفيد منه الجميع بلا استثناء.
وابصم بالعشرة، ان استقطاب السياحة الى العقبة لم يعد بتلك السهولة لوجود وجهات منافسة في المنطقة، يعتقد الكثيرون انها سحبت البساط من تحت اقدام العقبة بانخفاض الاسعار، وهذا جزء من السبب وليس الاسباب كلها.
ولكن قصة هجرة السياح الروس الى وجهات سياحية منافسة، كشفت ان الاسعار لم تكن المشكلة، بقدر ان في خفايا المشكلة، احتكار وابتزاز لهيئة تنشيط السياحة وسلطة العقبة، اللتين تبذلان قصارى جهدهما لاستقطاب السياحة الخارجية الى العقبة والاردن.
وما كشفته، ازمة السياح الروس، ان الاسعار لم تكن المشكلة، خاصة وان فنادق من كافة التصنيفات قدمت اسعار اقامة منخفضة مقارنة مع الكلف التشغيلية للغرفة الواحدة.
والمشكلة التي تعانيها العقبة في استقطاب السياحة الاجنبية والعربية ايضا، ليس الاسعار، بقدر ما هو المنتج السياحي. والدليل ان كثيرا من زوار العقبة يسألون، اين يمكن ان نأخذ اولادنا للترفيه غير البحر .
ولذلك، لا ننكر ان العقبة تحتاج الى منتجات سياحية متعددة حتى تكون على خارطة المنافسة العالمية. وهذه المنافسة تحتاج اقامة منتجات سياحية مطلوبة للسياحة الخارجية.
والسؤال الذي يجب طرحة بكل جرأة وشجاعة على طاولة المسؤولين، هل نريد ان تكون العقبة وجهة سياحية عالمية؟، ام ان هناك معوقات مجتمعية وفكرية تحول دون ذلك؟.
الاجابة على هذا السؤال، كفيلة بتحديد مستقبل السياحة في العقبة، فأما الانفتاح مثل بانكوك وتايلاند، واما الاكتفاء بالسياحة الداخلية والخارجية التاريخية دون ان نحمل العقبة فوق طاقتها.