قرش العقبة

نبض البلد -

خالد فخيده
اصطاد من يومين أبناء من العقبة قرشا ابيض يزن نحو 206 كغم، بعد معركة حامية الوطيس انتصر في نهايتها الصيادون.
هذا الصيد ثمين، بالنسبة لاصحاب النصيب . كونه سيدر دخلا وفيرا مقارنة مع نتاج الصيد العادي والجهد الذي يبذل لحصيلة سمكية يومية توفر لهم قوت يومهم على أقل تقدير.
والقرش الابيض او سمكة القص، كما تعرف بين اهل العقبة، متهمة بايذاء احد شباب المدينة، واثارت ضجة بلغت حد خوف الزوار والسكان الاقتراب من البحر، حتى خرجت سلطة العقبة في بيان شرحت فيه انه لم يعثر على اي سمكة قرش او بيئة بحرية محفزة لعيشه في المياه الاقليمية الاردنية بخليج العقبة.
والقرش الذي وصل مع الصيادين شواطيء العقبة ميتا، قد يكون هو المطلوب في قضية إيذاء الشاب العقباوي، ولا أشُك لحظة واحدة في خبرة أبناء هذه المهنة، الذين خاضوا عشرات الجولات مع هذا النوع من الأسماك التي تأتي خلف بواخر المواشي او لتتغذى على انواع محددة من الأسماك التي تلجأ إلى خليج العقبة في موسم تكاثرها، بحثا عن الامان، وتغادره فور انتهاء هذه الحاجة.
ووفق اهل البحر في العقبة، طبيعي ان يظهر بين الفترة والأخرى أسماك من هذا النوع، ولكنها ليست قريبة من الشواطيء التي تعج بالسياح والزوار بحثا عن الاستجمام والمتعة.
ويختصرون الجدل الذي آثاره هذا القرش مؤخرا على مستوى الاردن وخارجه، بان هذا بحر وليس بركة أسماك يحدد صاحبها انواع الأسماك التي يربيها. وهم على الخبرة الكبيرة التي يمتلكونها، يتقيدون بشروط وادوات السلامة العامة خاصة في المياه العميقة من البحر، التي ترتفع درجة المواجهة فيها مع هذا الأسماك المصنفة بالخطرة.
ولسلامة الزوار ورواد البحر، يوصي الصيادون الالتزام بشروط السلامة العامة والمناطق المحددة للسباحة.
خليج العقبة في التصنيف السياحيي العالمي، يعد من أكثر بحار العالم امنا، وأكثرها دفئا ونشاطا بحريا على كافة الصعد، عدا عن المتابعة المستمرة للحياة السمكية فيه.
والحقيقة ان تداول قصة القرش الابيض على مواقع التواصل الاجتماعي بالطريقة المرعبة التي شاهدناها، اضر بالعقبة، بعدما تمت إشاعة ان خليج العقبة أصبح بيئة حاضنة لمثل هذا النوع من الأسماك، وهو الذي ثبت عدم صحته.
وبالمختصر، البحر لا يستطيع أن يحكمه احدا، فهو من خلق الله، له أسراره وطقوسه، فيه المخلوقات الوديعة والمسالمة والمفترسة، تماما مثل محميات الحيوانات على الارض، التي شهدت افتراس (بني آدمين) من اسود ونمور نتيجة غفلة عن شروط السلامة أو استعراض انقلب على صاحبه.
تجنب حوادث البحر، يكون بالتزام التعليمات، وخلاف ذلك، اي شخص يضع نفسه في مواجهة الخطر والمجهول.