الدكتور محمد طالب عبيدات

محمد عبيدات يكتب : في غمرة أعياد الوطن

نبض البلد -
في غمرة الإحتفالات بذكرى الجلوس الملكي ويوم الجيش العربي المصطفوي والثورة العربية الكبرى في زمن مئوية الدولة الأردنية تتعزّز فينا وطنيتنا وإنتماؤنا وفخرنا بوطننا في ظل وطن آمن ومستقر في قلب إقليم شرق أوسط ملتهب وعلى صفيح ساخن، كمؤشر على نجاحات رؤوس مثلث الدولة الأردنية -القيادة والأجهزة الأمنية والشعب-:
1. تكاملية وتشاركية منظومة القيادة الهاشمية والأمن والشعب لبناء النهضة الحقيقة ووضوح الرؤية والمسيرة ركيزة أساسية لبناء الدولة الأردنية العصرية.
2. نجاحات الدولة الأردنية تُسجّل في النماء والمواءمة بين الأمن والديمقراطية، والدبلوماسية الفذة وتعليم ورفاه وصحة القوى البشرية، وحرية التعبير عن الرأي، والبنى التحتية المتطورة، والإتصالات والسياحة والتنمية الشاملة والمستدامة وغيرها، بالرغم من المعاناة الإقتصادية التي نعاني منها.
3. الأردن بلد طاقاته فوق الأرض وليس تحتها ولهذا كان إستثماره في قواه البشرية لا مصادره الطبيعية.
4. كرامة المواطن الأردني والحفاظ على إنسانية الإنسان تُشكّل إحدى النقاط المضيئة في مسيرة الدولة الأردنية.
5. الجيش العربي والأجهزة الأمنية أبطال في الحرب وفي السلام ولهم وِقفات إنسانية مشرّفة أيضاً، وأمننا وإستقرارنا في ظل منطقة ملتهبة نجاح كبير للدولة الأردنية.
6. الدولة الأردنية دولة ديناميكية متطورة وإصلاحية لرؤى الإصلاح الشامل وليست جامدة أو كلاسيكية وتؤمن بزيادة فعالية وتطوير المؤسسات الدستورية.
7. التوجهات الحديثة والنهج العصري في الإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي والإداري يتمثّل في التوجيه الملكي للحكومات من حيث خطة النهوض الوطني ومبدأ الحوار الوطني والثورة البيضاء الإدارية وتحقيق النمو الإقتصادي وغيرها.
8. أثبت الأردنيون أنهم يلتفون حول القيادة الهاشمية الحكيمة وجلالة الملك، ووحدتهم الوطنية نموذج يحتذى، وأن قلوبهم على وطنهم الذي يختلفون بآرائهم لأجله لكنهم لا يختلفون عليه، ولا يسمحون لأيّ كان بالعبث بأمن الوطن وإستقراره، وأن مطالبهم الإصلاحية دوماً وفق ما كفله الدستور دون تجاوز.
9. إن رسالة هذا الوطن الأشم قائمة على مبادئ الثورة العربية الكبرى، المبنية على الوحدة والحرية والحياة الفضلى، الدولة التي سارت في الإنتقال السلس الواثق من الإستقلال في عهد الملك المؤسس عبدالله الأول، مروراً بعهد الملك طلال واضع الدستور، منتقلة لعهد الملك الباني الحسين طيب الله ثراه، الذي حمى كيان الدولة وحصّن وبنى مؤسساتها، وصولاً للملك المعزز عبدالله الثاني إبن الحسين الذي عظّم إزدهار ومنعة وتحديث وعصرنة الدولة وإعتمادها على ذاتها ومكّن سيادتها في زمن الألفية الثالثة ألفية العلم والتكنولوجيا، فكافحت الدولة وحفظت كيانها ومواطنيها وإستقرارها في خضم إقليم ملتهب ومنطقة غير مستقرة، فكان موقفها ثابت من القضية الفلسطينية والقدس والرعاية الهاشمية للمقدسات والوقوف مع القضايا القومية والإنسانية، وتحمّل الأردن الكثير من الأعباء والتبعات السياسية والإقتصادية بالرغم من قلة الموارد وكثرة التحديات والمؤامرات، ولم يتوانى يوماً عن نصرة العرب والمسلمين، فآوى ونصر وجابر كل من انكسر، وأقام الهاشميون بنيان هذا الوطن على نبل الصفات ومكارم الأخلاق وصدق الرسالة وشرف الأمانة، فطوّروا أدواته وأطلقوا إبداعاته واستثمروا في إنسانه وراهنوا على شبابه ليصبح بلد الأصالة والمعاصرة، والحضارة والمعرفة، القائم على انفتاح العقل لا انغلاقه أو تقوقعه، واستيعاب المستجدات والمتغيرات لا تجاهلها، فأصبح بامتياز أردن العرب وأردن الإنسانية جمعاء.
10. لقد قدّم الأردن نموذجاً وتجربة فريدة ومتميزة في بناء الدولة العصرية، فقد كان مثالاً يحتذى في منظومة الأمن والإستقرار على مستوى المنطقة والعالم، وامتلك جيشاً وأجهزة أمن متطورة ومتمكّنة، وإحترم شهداءنا الأبرار، وبنى على جذورٍ بينيّة متينة بين القائد والشعب، وأسّس لدولة بُنيانها متين بشقّيها التحتية والفوقية، وعزّز علاقاته الدولية والأممية بتوازن وإقتدار، ورتّب البيت العربي بحكمة وبصيرة، وطوّر أدواته وتطلعاته بمرونة وفق ما تقتضية المرحلة، وإمتلك إرثاً تاريخياً نموذجاً في القيم والمبادئ، وحقّق كرامة وحريّة تعبير مصانة، وبنى مؤسسات دستورية راسخة ومؤسسات مدنية وعسكرية مهنيّة، وراهن ليغدو دولة قانون ومؤسسات على الأرض بواقعية، وواءم بين الأمن والديمقراطية بمرونة مثالية، وإستثمر بإنسانه بتعليمه وصحته ورفاهه كرأس مال فوق الأرض، وراكم من الخبرات والثقة بالنفس لولوج المئوية القادمة بتفاؤل ومعين لا ينضب، ما سيؤهله لعبور المئوية والمرحلة القادمة بسهولة ويُسر صوب الدولة العميقة والحاضرة والنموذج.

بصراحة: المناسبات الوطنية المتعاقبة تذكّرنا بماضينا التليد وحاضرنا المستقر والمزدهر، لنتطلع للمستقبل بتفاؤل، فالأساس متين والأرضية صلبة والرؤية واضحة وقيادتنا ومؤسساتنا مبصرة وشعبنا مُدرك وواعي. ونفخر ونرفع الهامات كأردنيين حباً وإعتزازاً بوطننا الأردن الغالي وقيادتنا الهاشمية وجيشنا وأجهزتنا الأمنية وشعبنا البطل.
وكل عام والوطن وقائد الوطن والشعب الأردني بألف خير
صباح الوطن الجميل