حنين عبيدات

(فيروس كورونا و جهاز المناعة و تأثير الخوف و التوتر )

نبض البلد -

فيروس كورونا وباء جديد على البشرية انتشر في جميع أنحاء العالم، شكل مخاوف عدة و توتر كبير بدرجات متفاوتة لأسباب كثيرة، فكانت و مازالت و سائل الإعلام المرئي و المسموع و المكتوب و وسائل التواصل الإجتماعي دائمة في تقديم أخبار كثيرة و بشكل مكثف و تقارير مفصلة عن الفيروس ، و تقارير عدة من متخصصين و غيرهم، و تناقل المعلومات بين الأفراد بأساليب ترويعية و تخويفية بسبب عدم الوضوح الكامل لتبعيات الفيروس و تضارب المعلومات ، بالإضافة إلى أسلوب الحظر و الحجر الذي فرضته بعض الدول ، و أخبار الوفيات التي تحدث بشكل يومي إن كان بسبب الفيروس أو غيره، كل ذلك جعل من الفرد كيانا غير سوي نفسيا، و وضعه في حالة خوف و تأهب ، و شكل ذلك عند البعض وساوس بكل ما يتعلق بالفيروس لدرجة المبالغة و الإستسلام، فغير ذلك من سلوك الفرد و تشكلت لديه مخاوف عدة و هواجس و توتر كبيرين إزاء ما يحدث في العالم بسبب هذا الفيروس على جميع المناحي.
كيف يؤثر الخوف على جهاز المناعة؟
يؤثر الخوف على جميع أجهزة الجسم و منها جهاز المناعة ، و هو جهاز قادر على مقاومة مسببات المرض (الفيروسات ،البكتيريا و أي نوع من الميكروبات) من خلال آليات دفاعية تقوم بإبادة هذه الميكروبات ، ويشمل هذا الجهاز نظاماً دفاعياً قوياً يتمثل في نخاع العظم والطحال واللوزتين والغدد اللمفاوية التي تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتفرز الأجسام المضادة التي تقضي على مسببات الأمراض.
الخوف و التوتر عاملان هامان يجعلان جهاز المناعة ضعيفا و سهل الإختراق من مسببات الأمراض من فيروسات و ميكروبات و غيرها.
و توصل العلماء من خلال الأبحاث و الدراسات العلمية أن هناك علاقة بين المخ والجهاز العصبي المركزي، وجهاز المناعة، فعندما يشعر الإنسان بالخوف تستجيب له منطقة اللوزة في الدماغ ( المسؤولة عن إدراك وتقييم العواطف والمدارك الحسية والاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق)
فيقوم الدماغ بإرسال إشارات الى الجسم ليتأهب في مقاومة أي جسم غريب من خلال مستقبلات حسية، و إفراز هرمونات (الكورتيزول و الأدرينالين) و مواد كيميائية اخرى، و هذا يعني كلما تأثر الجهاز العصبي يتأثر الجهاز المناعي و يكون الجسم عرضة لأمراض كثيرة منها فيروسية و أمراض المناعة الذاتية و السرطان .
ما هي المتغيرات التي يفعلها الخوف في الجهاز المناعي؟
*إنكماش في غدة التيموس التي تنتج الخلايا التائية.
*خلل في وظائف الخلايا الأكولة (macrophages) .
*نقص الخلايا القاتلة الطبيعية NK cells المسؤولة عن مقاومة الفيروسات والخلايا السرطانية.
*خلل في إنتاج الأجسام المضادة
خلل في نمو الخلايا التائية التي تعد الأهم في جهاز المناعة.
و في بعض الدراسات العلمية أثبتت أن زيادة نسبة هرمون الكورتيزول في الجسم مفيد في الفترات القصيرة للتوتر و الخوف ،أما زيادته في الفترات الطويلة يؤدي إلى رد فعل عكسي يؤثر سلبا على عمل (T - cells) و كريات الدم البيضاء و بالتالي يؤثر على مناعة الجسم.
كيف نحافظ على جهاز المناعة من الخوف و التوتر في جائحة كورونا؟
1)الإبتعاد عن الأخبار التي تخص الفيروس بشكل دوري و تخصيص ساعات معينة لمتابعتها.
2)عدم أخذ المعلومات الا من مختصين.
3) الحفاظ على ممارسة الرياضة.
4)الإلتزام بنظام غذائي يحتوي على جميع المواد الغذائية المفيدة.
5)الابتعاد عن وسائل التواصل الإجتماعي التي تبث معلومات ترويعية عن الفيروس.
6)القيام بممارسات و طقوس تريح النفسية و تبتعد عن كل ضجيج يثير الرعب و التوتر.
7)الإلتزام بوسائل الوقاية العامة و ممارسة الحياة بشكل طبيعي.

خلايا (T-cell) : هي خلايا ليمفاوية موجودة في الدم و لها دور هام في المناعة الخلوية، وسميت بالتائية نسبة إلى مكان نضوجها في الغدة الزعترية (Thymus)‏ وينضج بعضها في اللوزتين بعد هجرتها من نخاع العظام، و لها أنواع عدة ، و كل نوع له وظيفة مناعية خاصة و يفرز هرمونات خاصة .

حنين عبيدات