الدكتور محمد طالب عبيدات

محمد عبيدات يكتب :الموت في زمن كورونا

نبض البلد -

الموت في زمن كورونا بات يخطف الناس بكثرة فالأسباب والمسببات موجودة؛ وفايروس كورونا غدّار وخطير فإذا ما ضرب الرئتين كانت العواقب وخيمة؛ وباتت صفحات التواصل الإجتماعي ملأى بالعزاء والحديث عن المرض والموت؛ ومع ذلك فالأمل بالله تعالى موجود ليصرف عنا هذا الوباء؛ والموت هذا الشيء المُرعب لكل الناس، والحقيقة التي لا بُدّ منها حال وقوع القدر، والتي بموجبها تنقطع خيوط التخطيط والدراسات والعمل والتفكير والبناء والتعامل والتوريث والمناصب والتكاثر والرعاية لا بل كلّ شيء، كيف لا وهو هادم اللذات والمُصيبة والواعظ للناس جميعاً، وبالرغم من ذلك فالكثير من الناس لا تتعظ، وربما البعض تكون مشاركته بالجنائز شكليّة وزيارته لبيوت العزاء تمثيلاً:

1. أترحّم من قلبي على شهداء كورونا الذين يتساقطون يومياً واحداً تلو الآخر؛ ففي القلب غصّة وإنكسرت القلوب وأوجعت؛ فالفراق صعب والأصدقاء والأحباء كثر والموت على الأبواب؛ وكورونا لا يؤمن جانبه فالحذر واجب؛ رحم الله أخي وصديقي وزميلي الأستاذ الدكتور بشار العمري الذي قضى بسبب كورونا وقائمة الموت اليومية باتت تطول فالرحمة للجميع وجمعنا الله تعالى بهم في الفردوس الأعلى؛ فهم شهداء في عليين.

2. الموت مُصيبة دنيوية تبدأ كبيرة وتصغُر، رغم أن كل شيء يبدأ صغيراً ويكبُر إلا الموت؛ وأشده على أهل بيت المتوفّى؛ والموت إنقطاع عن الدنيا وعن مَنْ نُحب للإنتقال للحياة الآخرة والتي هي الحياة الحقيقية التي من المفروض أن نكون قد عملنا لها حيث لا مال ولا بنون إلا مَنْ أتى الله بقلب سليم.

3. الله تعالى قاهر عبادَه بالموت، فلا أحد يستطيع تأجيل أجله لجزء من الثانية الواحدة ولو دفع مال الدنيا ومال قارون وإجتمع الناس كلهم وأطباء الكون لهذه الغاية.

4. من المفروض أن يؤثّر مشهد الموت على كل الناس فينعكس عليهم ليكونوا طيبين ومتسامحين ويحبون الخير لبعضهم في الدنيا وليعملوا لها كأنهم يعيشون أبداً، وبالمقابل ليعملوا لآخرتهم كأنهم يموتون غداً.

5. الموت حقيقة وحيدة يؤمن بها كل البشر، ورحلة أبدية فلنُعدّ له من زاد التقوى والعمل الصالح وحب الآخرين وعدم المبادرة بالإساءة إليهم.

6. الدنيا فانية ولا تسوى جناح بعوضة، والتصارع فيها غير مُجدي سوى الندم، فالموت قادم لكل واحد فينا، فهو قرار مُتخذ منذ الولادة مع وقف التنفيذ للحظة الأجل، فلا محالة أبداً ولا أحد يعلم متى موعده.

7. نترحّم على الموتى جميعاً وندعو لهم بجنة الفردوس وأن يجمعنا بهم فيها ويحسن خاتمتنا، آمين؛ وهنيئاً لمن عمل بعد الموت وفاز بالدنيا والآخرة.

بصراحة: الموت مُخيف والكل سيموت اليوم أو غداً، والكيّس مَنْ يواءم بين الدنيا والآخرة وعمل لما بعد الموت، فلنُحسن تعاملنا لبعض ولنتعظ ولنتقي الله في أنفسنا وفي غيرنا!

صباح الجنة والقبول