نور حتاملة

عندما نقول مرأة ماذا يخطر ببالكم؟

نبض البلد -
 

 نور حتاملة

 

 

الحب، الجمال، الحرية، الرحمة، التمرد، الذكاء الاكتفاء والأمومة، المرأة كما رأيتم كلمة تحمل في جوفها الكثير وما تريد من المعاني. وعندما أفكر بالمرأة أرى أمي المكافحة التي نجحت على الصعيدين المهني والأسري، الانسانة التي تدفعني دائماً لأبرز أفضل ما لدي وبذل طاقتي لتحقيق الأهداف، وتتزاحم في مخيلتي صور اللواتي يهدبن يزرعن ويعجن وفي رؤية أخرى صور بدل رسمية يرافقها كعب عال يتماشى مع خطوات واثقة نحو الطموح والأحلام لتحقيق النجاح بأبهى مضامينه.

 

فقد أثبتت المرأة منذ العصور القديمة دورها في المجتمع بأشكال متعددة ومتنوعة، وعبر الزمان كان الدور في حالة تغير مستمرة تماشياً مع مطلبات الحياة وما تفرضه من تغيرات ثقافية او تعليمية او اقتصادية وما نتج عنه من تطورات تكنولوجية في العصر الحديث نرى المرأة عنصراً حاضراً ثابتاً وفعالًا في كل ما تقوم به وتقدمه.

 

وفي يوم المرأة العالمي الذي يحتفل بالجنس العظيم المكرّم نرفض ونستنكر مفهوم المساواة الذي لا أساس له ونعي أهمية الحقوق والعدالة المطالب بها والتي وجبت شرعا وقانونا، فمن الجميل أن نلمس على أرض الواقع ما وصلت له مجتمعاتنا من تطور في فهم شؤون المرأة ومنحها ما تستحق من حقوق ومكانة وثقة مكتسبة في الايمان بفكرها وثقافتها، مع رفضنا التام للأذى اللفظي والنفسي الذي لا زال يمارس بشكل او بأخر بلا حق على النساء والنظرة الخاطئة التي تمس الأنثى وتثير علامات الاستفهام حول كيفية ممارستها لحياتها ورغباتها وما تريد.

 

وفي هذا المشهد العام نرصد دور الاردن ومواقفه في دعم النساء الاردنيات وكل من يعشن داخل المملكة بمختلف الاعمار والثقافات في ظل القيادة الهاشمية التي ساهمت في تمكين المرأة بمختلف القطاعات وسمحت لهن بتقلد العديد من المناصب إيمانًا بقدرتهن في التصليح والتطوير، حيث كان الاردن ولا زال لليوم يخرج نخبا من النساء يفاخر بهن العالم في مجالات علمية، أكاديمية مهنية وتقنية أثبتت فيهم المرأة الاردنية كفاءتها بوجودها في الصفوف الامامية دوماً.

 

هذا اليوم يذكرنا دائماً بالفصول الاربعة التي تكمل بعضها البعض، فالمرأة تستطيع ان تكون المربية بما تحمل الكلمة من معنى وتكون المعلمة والعاملة التي تشارك في جميع مجالات الحياة بعيدا عن كل متطلباتها بالحياة، وأجمل ما فيها السعادة التي تبثها لترسم الابتسامة في وجوه من حولها ومساندتها المستمرة التي تبعث على كل من الاستقرار والامتنان الذي يجب ان تكافئ بهم أيضا، فهي تستحق الاحترام والتقدير لكل مجهود تبذله مهما كان حجمه، فاليوم نحن نحتفل بكل نساء العالم، الام التي تربي وترسخ القيم والمبادئ الأصيلة في أبناءها والفتاة التي تدرس لتحقق ذاتها والمرأة التي تعمل بكد لتعزز قيمتها وكيانها.

 

في يوم المرأة العالمي تحية لكل نساء العالم بمختلف الأعمار.. كل عام وكل امرأةٍ فينا قوية، لكل امرأةٍ اجتهدت في صنع ذاتها كل عامٍ و انتِ انتِ جميلة، صبورة، صامدة، مثابرة وناجحة في مجالك واختياراتك ربة منزل وعاملة.. كل عامٍ وانتِ بخيرٍ أينما حللتِ.