من المتوقع اليوم أن يعلن عن التعديل الحكومي، حيث يترشح أن تشهد تشكيلة حكومة رئيس الوزراء بشر الخصاونة تغييرا كبيرا، فيما تشير تسريبات إلى أن العدد الكلي سيكون بحدود 25 وزيرا، من أصل 31 وزيرا بدأ بهم الخصاونة عمله قبل أكثر من أربع أشهر.
أي تعديل، يجب أن يكون قائما على إحداث تحول في عمل الحكومة التي أخذ عنها أن لا تعمل بانسجام واضح، وأنها تحمل بسفينتها عدد كبير من أصحاب المعالي مما شكل عائق أمام سيرها، وهذا يعني أن الهدف الأسمى الذي يجب أن يتطلع إليه الخصاونة هو ترشيق العدد الكلي لأعضاء الحكومة.
من ثم الخصاونة مدعو اليوم لإثبات ما تحدث عنه من أنه عمد خلال الفترة الماضية على تقييم أعضاء حكومته، ومن الواضح جدا للجميع من يعمل ومن أمضى وقته حبيس مكتبه، لذا المواطنين سيراقبون نتيجة هذا التغيير، وحقيقة أنه اعتمد على تقييم الأداء، أم أنه سيكون غييرا من أجل التغيير ليس أكثر.
على الخصاونة أن يتوقع اليوم أو غدا على ابعد تقدير الاف الاراء على مواقع التواصل الاجتماعي، ممن سيلجأون إلى قراءة التغيير الوزاري من مختلف الجوانب، فإما أن ينجح الرئيس ويكسب الشارع، الذي سيكون مؤمنا بأن اخراج وزيري العدل والداخلية هو منهج ثابت لمن لا يلتزم، أم يفشل وبالتالي فإنه يضع أي قرارات يتخذها لاحقا، أو أي إجراءات على محك الثقة من جديد، وهي ثقة غير موجودة بالأساس.
لا يريد الشارع تغييرا بالوجوه والذوات، فهو يبحث عن تغيير في الأداء والعمل، يريد وزراء ميدان، يقفون على هموم المواطنين، وحاجاتهم، يشتبكون مع قضاياهم، يستمعون إلى أناتهم، فالمسؤول الذي لا يحتك بالمواطنين في الشارع، حتما لن يدرك التحديات التي تعبث بهولاء الذين أتى فايروس كورونا على وضعهم المالي والاقتصادي، واضر بحياة ابنائهم التعليمية والاجتماعية.
لم تترشح أسماء حتى هذه اللحظة، بشأن الداخلين والخارجين، وهذا يعكس أن الرئيس نجح في إبقاء الأمر في دائرة ضيقة جدا، وساهم بالتالي في الحد من التأثير عليه في اتخاذ القرار، أو التأثر بما سيقوله الناس والسياسين كانطباع مسبق. على الخصاونة أن يخرج لنا باقة من الورد، بلا شوك، وهذا أسلم له وأنفع للبلد.
الأردن وفي ضوء الصعوبات الكبيرة التي يواجهها في بلد تعاني من كورونا، وفي منطقة مضطربة، وفي ظل سياسات عالمية متحولة، يحتاج إلى رجال يجاهدون ويبذلون كل وقتهم من أجل الصالح العام، ومن أجل أن يساعدوا الوطن والمواطن على تجاوز المحنة، والنهوض بالمملكة، فلا وقت أمامنا لأن يضيع، ولا مجال لأن نجرب شخوصا هم في الأصل مجربين. إنها فرصة الخصاونة، ربما الأخيرة.