حنين عبيدات

"لقاح كورونا و التخوفات الشعبية "

نبض البلد -
نتيجة تبادل المعلومات بطريقة مشوشة و متخبطة و غير مفهومة بخصوص لقاحات فيروس كورونا، كون ذلك ردات فعل سلبية لدى الشعوب من تخوفات كبيرة من أخذه و تحصين الجسم من الفيروس ...
كثيرة هي الأمور التي تغيب عن الشعوب ، في أن المطاعيم ليست وليدة اللحظة و أن دورها الإيجابي من مئات السنين في الحماية و التخفيف و القضاء على الأمراض الوبائية كان له أثرا واضحا على شعوب معينة بشكل خاص و العالم بشكل عام.
و اما الآن مع اجتياح فيروس كورونا للعالم كجائحة دارته بأكمله و نجم عنها إصابات بالملايين و وفيات بالآلاف في كل العالم، استوجب إيجاد مطعوم لحماية و تحصين البشرية من الفيروس، و قامت الشركات الدوائية العالمية فعليا بالبحث العلمي الدقيق الذي نتج عنه إيجاد لقاحات للفيروس بتقنيات مختلفة و بوقت قصير و من شركات دوائية مختلفة، فكانت إحدى تخوفات الشعوب هي سرعة إيجاد اللقاح و خصوصا أنه من المعروف في تاريخ تصنيع اللقاحات بأنها تحتاج إلى وقت من 6-10 سنوات لإيجادها، و لكن كان إيجاد لقاحات لفيروس كورونا تطورا علميا قد سابق الزمن في استخدام تقنيات مختلفة من شركات أدوية مختلفة ، بالإضافة إلى إجازة هذه اللقاحات بشكل طارئ للسيطرة على الجائحة بعد الدراسات السريرية و تجريب اللقاحات على آلاف المتطوعين ، و من هذه اللقاحات و التي منها ما أجازتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للعالم و أخرى أجازتها مؤسسة الغذاء و الدواء الأردنية للإستخدام في الآردن :
1)لقاح فايزر-بيونتك: يحتوي على سلسلة من الحمض النووي الريبي (mRNA) تم أخذها من الفيروس نفسه و يتم حقن الجسم فيها، ما يجعل الخلايا تصنع البروتين الشوكي spike لفيروس كورونا، الذي يعتمد عليه الفيروس لغزو خلايا الشخص والدخول إليها، فيقوم الجسم برد فعل له وهذا ما يؤدي إلى المناعة ويجعل الجسم مستعداً لمواجهة الفيروس الفعلي عند ظهوره.
و بعد الدراسات السريرية تبين أن نسبة فعالية اللقاح (95)٪ و يعطى من عمر 16 عام فما فوق مع بعض الاستثناءات، و يتطلب أخذ جرعتين بينهما (21) يوما ، و قبل أيام تمت الموافقة من قبل هيئة الغذاء و الدواء الأمريكية على تخزين المطعوم بدرجات حرارة مبردات الصيدليات لمدة أسبوعين بعد ما كان هناك صعوبة في التخزين على درجة 70 تحت الصفر و هو مجاز في الأردن و من هيئة الغذاء و الدواء الأمريكية . .
2)مطعوم موديرنا: تم تصنيعه بطريقة تصنيع مطعوم فايزر و لكنه يعطى من عمر (18)عام و نسبة فاعليته(94.1)٪ و يتطلب أخده جرعتين يفصل بينهما (28).
3)لقاح أسترازينيكا-أكسفورد (Oxford-AstraZeneca) : يعتمد على النواقل الفيروسية و التي تستخدم فيروسات الشمبانزي الغداني Adenovirus و تم تعديلها وراثيا للحد من تكاثرها، ويتم بعد ذلك إدخال جين بروتين (spike) لفيروس كورونا في جينوم هذا الناقل الفيروسي. وبمجرد حقنه، يدخل الفيروس إلى خلايا العضلات. ثم ينتج بروتين(spike) الذي يسمح لجهاز المناعة بالتعرف عليه و إنتاج أجسام مضادة و مكافحته. و نسبة فعاليته (76)٪ و هو مجاز في الأردن.
4)لقاح جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson) :
ويعتمد على فيروس غدي معدل (modified adenovirus) وهو فيروس شائع يسبب أعراضا شبيهة بالزكام تم تصميمه لنقل أجزاء من المادة الوراثية من بروتين (spike) الموجود في فيروس كورونا. و فعاليته(72) ٪ و أجيز قبل أيام من هيئة الغذاء و الدواء الأمريكية و يتطلب أخذه بجرعة واحدة فقط و يحفظ بالمبردات العادية لمدة ثلاثة أشهر.
5)اللقاح الصيني الإماراتي :(سينوفارم) يعمل من خلال استخدام جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي في الجسم إلى الفيروس بدون حدوث رد فعل خطير و فعاليته (80)٪ وهو مجاز في الأردن.
و غيرها من اللقاحات التي مازالت قيد الدراسة.
هذا توضيح لآليات عمل بعض اللقاحات و لكن عند الإعلان عن لقاح شركة فايزر _بيونتك و لقاح موديرنا تم نشر الشائعات و التخوفات التي تزعم في أن هذه اللقاحات تقوم بتغيير المادة الوراثية للإنسان ( DNA) ، فهذا الكلام عار عن الصحة لأن هذه اللقاحات لا تؤثر في المادة الوراثية للإنسان و لا تعبث بها أو التلاعب فيها و ليس لها علاقة بعمل طفرات جينية بشرية أو خلق بشر معدلين وراثيا، فاللقاحات هذه لن تخرب الحمض النووي للإنسان (DNA) و ليس لها علاقة به.
(سرعة إيجاد اللقاحات)
سرعة إيجاد اللقاحات ليس أمرا مخيفا، فالتطور العلمي مستمر و مراكز الأبحاث والتطوير العلمي تعمل بكل الوسائل و باستخدام كل التطورات لتخرج للبشرية بما هو جديد و مفيد، إذ أصبحت التكنولوجيا تستخدم في كل المجالات الحياتية و العملية و العلمية ، وأصبح الذكاء الإصطناعي في بعض الدول العالمية يدخل في الصناعات الدوائية لذلك ليس من المستغرب في السنين القادمة أن نستخدم الذكاء الإصطناعي في تصنيع اللقاحات و التحقق من جودتها و فعاليتها في غضون دقائق أو حتى ثوان باستخدام خوارزميات آلية.

حنين عبيدات