الدكتور محمد طالب عبيدات

ميلاد الملك الهاشمي وبداية المئوية الثانية للدولة الأردنية

نبض البلد -
تتزامن الذكرى التاسعة والخمسين لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين حفظه الله هذا العام ومئوية الدولة الأردنية الأولى التي رسم سمفونيتها ملوك بني هاشم الغرّ الميامين والجيش العربي المصطفوي والأجهزة الأمنية والمواطنين الأردنيين الشرفاء، ونحن نتطلع أن نمضي قُدماً في مئويتنا الثانية صوب أهداف وإنجازات وطموحات تحقق المزيد من التطلعات للأمام للنهوض بالإنسان والدولة أكثر وأكثر؛ فالملك عبدالله الإنسان والقائد الحكيم يحظى بإحترام وتقدير الشعب لقربه منهم وتحسسه التحديات والهموم التي يعيشونها، ونستذكر في هذا اليوم جزءاً يسيراً من المحطات والإنجازات التي من الواجب المرور عليها، رغم أن القائمة تطول:
١. نبارك لجلالة الملك عيد ميلاده الميمون، ونرجو الله مخلصين له وﻷسرتية الصغيرة والكبيرة الصحة والعافية، فهو يمتلك همة الشباب وحكمة الشيوخ؛ فاﻹنسانية والخلق الرفيع ونهج الحوار صفات لازمت جلالته ﻹحترامه لكرامة اﻹنسان وتعليمه وصحته ورفاهه ووضعه في سلم أولوياته.
٢. وعبورنا المئوية الأولى صوب المئوية الثانية يحتّم علينا الفخر بقيادتنا الهاشمية وبإنجازاتنا وإنساننا الأردني؛ ويضع جملة من التحديات أمامنا؛ منها ضرورة التأكيد على الهوية الوطنية الجامعة والفكر التنويري وبناء الإنسان المتميز والمبدع وتعزيز دولة القانون والمؤسسات وحماية الدستور ودعم الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة وتوطين التكنولوجيا وتعزيز الإستثمار وخلق فرص العمل للحد من البطالة بين الشباب والتي باتت مؤرقة وضرورة تجويد التعليم لبناء الإنسان العارف والمبدع والذي هو رأس مالنا فوق الأرض والبناء على التعددية السياسية والدولة المدنية وصون وحماية المقدسات في فلسطين وإمتلاك مشروع نهضوي حقيقي وغيرها.
٣. اﻷردن المستقر واﻵمن في خضم إقليم شرق أوسط ملتهب هو ثمرة من ثمار حكم الهاشميين اﻷطهار؛ والعالمية والدبلوماسية اﻷردنية الفذة في المحافل الدولية والعربية واﻹسلامية واﻹقليمية هي نتاج حكم راشد.
٤. اﻹصلاحات الوطنية الشاملة والتطورات المرنة ومسيرة اﻹنجازات والتي تتناسب مع لغة العصر هي رؤية نعتز بها؛ والميدانية والقرب من المواطن وتواصل جلالته مع كل فئات الشعب سمة من سماته اﻹنسانية.
٥. اﻹستثمار باﻹنسان اﻷردني العارف والمبدع والمتعلم كطاقة فوق اﻷرض لا تحتها، ليكون اﻹنسان رأس المال الحقيقي للدولة، هي رؤية إبداعية.
٦. الوسطية ونبذ كل من العنف والتطرف واﻹرهاب سمة لحكم الهاشميين الذين هم من سبط النبي اﻷعظم محمد عليه الصلاة والسلام.
٧. الجيش واﻷجهزة اﻷمنية والمؤسسات المدنية نفخر بها كلها كثمرة لتطلعات جلالته خدمة للإنسان والوطن؛ وتحويل التحديات الداخلية والخارجية التي يمر بها اﻷردن لفرص خدمة للمواطن نهج عقلاني.
٨. الوحدة الوطنية والتعايش الديني والسلم المجتمعي النموذج الذي ينعم به اﻷردن والذي يؤطر النموذج اﻹنساني واﻷممي فخر للأردنيين.
٩. توجيهات جلالته للحكومات المتعاقبة لتحسين الوضع اﻹقتصادي للمواطنين من خلال جلب اﻹستثمارات وخلق فرص العمل ومحاربة الفقر مقدرة عند كل اﻷردنيين؛ بالرغم مما نعانيه من وضع إقتصادي ومالي صعب.
١٠. القدس بالنسبة للهاشميين ولجلالة الملك خط أحمر، وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية واجب ومسؤولية تاريخية راسخة حتى النخاع ومدى الزمن لإمتلاك الهاشميين الشرعيتين التاريخية والدينية; القدس -قبلتنا الأولى- وعمّان عاصمتنا الحبيبة توأمان، والأردنيون والفلسطينيون قيادة وشعباً أخوة ومهاجرون وأنصار، وهم كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى، وأحداث السبعين سنة الأخيرة بتفاصيلها خير شاهد على ذلك.
١١. العرب والمسلمون دعاة سلام ولا سبيل أن يتحقق هذا السلام دون إنهاء الإحتلال الإسرائيلي التوسعي، والعرب يمتلكون مشروعاً لخيار السلام منذ قمة بيروت في العام 2002، وعلى الطرف الآخر التنازل عن عقلية العنجهية والقلعة وأحادية التفكير؛ والسلام المطلوب والذي ينادي به جلالة الملك حفظه الله تعالى هو السلام الشامل والعادل والملبي لجميع الحقوق الفلسطينية المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا حتماً سينهي حالة الإحباط التي يعيشها الجميع، سلاماً فيه القدس‬⁩ الشريف رمزاً للوئام بين الديانات السماوية، لا سبباً للصراع الإقليمي أو الدولي؛ فالوضع التاريخي والقانوني في القدس يجب أن يبقى على ما هو عليه، وعلى المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته تجاه الحفاظ على ذلك والإبقاء على صمود المقدسيين والفلسطينيين ومنحهم حقوقهم ورفع الظلم وإنهاء الإحتلال عنهم.
١٢. على الدول العربية والإسلامية الشقيقة دعم موقف جلالة الملك من خلال إتخاذ إجراءات فورية لدعم صمود الفلسطينيين وتمكينهم إقتصاديًا، والتصدي لمحاولات تهويد مدينة ⁧‫القدس‬⁩، أو تغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، وعلى العالم أن يوقف العنف والإعتداءات والإنتهاكات التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة وغيره من الأراضي الفلسطينية.
بصراحة: في ذكرى ميلاد جلالة الملك نؤكد بأن جلالته والهاشميين صمام أمان هذا الوطن اﻷشم، واﻷردن بانجازاته رغم شح اﻹمكانات قصة إنجاز ونجاح خلال المئوية الأولى نفخر بها، ونتطلع لمزيد من الإنجازات العصرية في مئويتنا الثانية؛ ونعتز بإنتمائنا للأردن الوطن وولائنا لجلالة الملك وحكم الهاشميين الرشيد، والقضية الفلسطينية دوماً في قلب الملك وهي ثابت وأولوية وطنية أردنية على سبيل إيجاد حل سلمي ودائم وشامل لقضيتي القدس وفلسطين.
وكل عام والوطن وقائد الوطن بألف خير.
صباح الوطن الجميل