نبض البلد -
كان حديث جلالة الملك خلال زيارته لرئاسة الوزراء وترؤسه جانبا من جلسة المجلس واضحا ولا لبس به، عندما أعاد التأكيد على ضرورة قيام الحكومة بدورها في عدد من الملفات الهامة التي لا شك أنها أساس النهضة والتطور، وتجاوز التحديات الصحية والاقتصادية التي جاءت بها جائحة كورونا.
الملك حث خلال زيارته الحكومة على البدء الفعلي في العمل وبذل المزيد من الجهد بما يعود بالنفع العام، وينعكس ايجابا على المواطن، الذي يعاني الأمرين جراء زيادة نسب الفقر والبطالة، وتراجع الوضع الاقتصادي في الدولة.
الحكومة مطالبة اليوم بأن تخرج من قوقعتها وصمتها الذي يلاحظه الجميع، عبر التحرك بشكل جدي باتجاه تحديد الأولويات، والعمل على تنفيذها وذلك بوضع قائمة عمل منطقية وقابلة التطبيق في دولة تزحف باتجاه بر الأمان من الناحية الاقتصادية. العمل المتشعب، وغياب روح الفريق الواحد يضعف منظومة الحكومة، ويؤثر على امكانية تحقيق المنجز المطلوب.
ليس مطلوبا من الحكومة أن تملك عصا سحرية لحل جميع المشاكل وتجاوز كافة الأزمات. المطلوب هو فقط أن تبدأ بالوقت المناسب، والطريقة المناسبة، وأن لا تتأخر كثيرا لأن الوقت يمر ويسرق منا كافة الفرص المتاحة والممكن أن نحصل عليها لاحقا.
الوزراء بحاجة كما أشار الملك إلى النزول إلى الميدان، والاشتباك مع الناس وقضاياهم، والعمل على تذليل كافة الصعوبات، وهذا للأسف فشلت فيه حكومة الدكتور بشر الخصاونة لغاية هذه اللحظة، إن أن مكوثهم الوقت الأكبر داخل وزاراتهم، وخلف مكاتبهم، يحول دون تمكنهم من دراسة الواقع بشكل عملي، وبالتالي أي استراتيجية قد تضع لا يمكن أن تنجح وتحقق الغاية منها.
حكومة الدكتور الخصاونة بفريقها الكامل تسير ببطء، ورئيس الوزراء يعلم أنه مطلوب منه اليوم أن يقدم رؤيته وخطة عمله إلى جلالة الملك بعد مرور 100 يوم من عمر حكومته، واستنادا لما ألزم به الخصاونة نفسه أمام النواب فمن المتوقع أن تكون خطته مبالغ بها.
زيارة الملك إلى رئاسة الوزراء ترجعنا قليلا إلى الوراء عندما ترأس جلالته جانبا من جلسة مجلس وزراء حكومة الدكتور عمر الرزاز، وقد أكد ضرورة أن تعلن الحكومة للمواطنين مواعيد إنجاز المشاريع، وأن يتم توضيح الخطط والبرامج للمواطنين. وقال: نريد أن نرى نتائج قبل نهاية العام. الأمر لن يختلف كثيرا مع الخصاونة باستثناء ربما مهلة نهاية العام. هذا هو الدور المطلوب من الحكومة، أي حكومة كانت، مهما كان رئيسها ومهما بلغ عدد وزرائها.
الوضع الاقتصادي السيء، وجائحة كورونا وتأثيراتها على كافة جوانب الحياة في الاردن والعالم، تطلب جهدا استثنائيا، لأن أي تراخي يعني مزيدا من الصعوبات والتحديات، ويعني أن حلم التعافي لن يتحقق.