نبض البلد -
العالم يتغيّر بإضطراد في زمن الألفية الثالثة وحتى في زمن كورونا، مما يعني ضرورة إيجاد خطط ديناميكية ذاتية ومرنة لمواءمة متطلبات القطاعين العام والخاص وشراكتهما، إذ من المتوقّع أن تنخفض ٧٠٪ من الوظائف الحالية ويتم إلغاء ملياري وظيفة خلال ٢٠سنة قادمة، وستُستحدث وظائف جديدة أساسها الذكاء الإصطناعي والبرامج الناعمة كنتيجة للتكنولوجيا العصرية التي باتت قاب قوسين أو أدنى:
1. مستقبلاً ستصبح أدوات ووسائل التعليم ناعمه وليست خشنة أو صلبة؛ وستكون بإستخدام تطبيقات الهواتف الذكية والآي باد، والرؤية العالمية أن تكون كل أفكار المستقبل في سوق العمل مرتبطة بالهواتف الذكية والشرائح الجسدية لكل الناس.
2. ستكون الهواتف الذكية محور رئيس للتعليم والعمل والخدمات وكل شيء، فهي الكاميرا والإنترنت والريموت كونترول والمتتبّع للحركة والحاسوب وقواعد البيانات ومُحدّد المكان والخريطة والروابط والطابعة وكل شيء.
3. الطباعة والصور ستكون ثلاثية الأبعاد وبمسوحات رقمية، والذكاء الإصطناعي والروبوت سيؤتمتوا قضايا التشخيص دون الحاجة للعنصر البشري.
4. التعليم سيكون إلكتروني وبالإنترنت -وبدأت البروفة الأولى على ذلك إبّان جائحة كورونا- وسيطغى على الكلاسيكية الحالية للمعلم في المكان والزمان والحدث والفكرة، وسيقتصر دور المعلم على التيسيير، ودور الطالب في البحث عن المعلومة هو الأساس لأنه يكون يعرف كيف الوصول إليها.
5. الأتمتة ستكون عنصر أساس في كل الخدمات، فالمركبات دون سائقين والطيارات دون طيّارين والكاميرات منتشرة في كل مكان، والحسّاسات والبصمات الإلكترونية لكل شيء، وأكثر من ذلك.
6. التطبيقات الإلكترونية ستسود وستكون في التاكسي وشراء العقارات وعمليات البيع والشراء والخدمات وكل شيء، ولذلك سيكون العالم إفتراضي أكثر وأكثر.
7. في المستقبل ستكون أحلام التعليم ليس للطبيب والصيدلاني والمهندس وغيرها، بل للمهارات الناعمة والبرمجيات واللغات والطاقة النظيفة والأبنية الخضراء والذكاء الإصطناعي وغيره.
8. نحتاج لتطوير وتغيير أفكار الشباب وتهيئتهم لتلك الأيام، فالحياة ستصبح أساسها المعلومة الرقمية والعملة بت-كوين ،والتشغيل ذاتي وليس وظائف.
9. نحتاج لتغيير وسائل التعليم العام والعالي لتصبح إلكترونية وفق سيناريوهات عملية، ولحُسن الطالع بادرت وزارة التعليم الغالي والبحث العلمي بالتهيئة لإدماج التعليم الإلكتروني بالوجاهي وفق خطة مدروسة من قبل لجنة متخصصة وباستشارة رؤساء الجامعات؛ ونحتاج للإستجابة لمتطلبات السوق، ونحتاج للتعليم الريادي والمهني والتقني، ونحتاج لمبادرات خلّاقة في ذلك.
بصراحة: سرعة تغيّر العالم مذهلة وتسير بسرعة الضوء أو أكثر، والمهم أن نُعلِّم ونهيىء شبابنا لزمان غير زماننا، والتعليم الإلكتروني هو طريقنا للمستقبل لنجاري ركب الحضارات العالمية؛ كما علينا أن نعمل وفق رؤية تطويرية أساسها التعليم الناعم والمهارات والكفايات الناعمة.
صباح الوطن الجميل