1. عقول بني البشر ثلاثة: عقول عظيمة تتكلّم في الأفكار، ومتوسطة تتكلّم عن الأحداث، وصغيرة تتكلّم عن الناس والأشخاص وتشتغل بهم، وكثيرون مع الأسف من النوع الأخير ويلاحظ ذلك بكثرة من على وسائل التواصل الإجتماعي والردح الذي نلاحظه بين الناس على بعضهم وحتى الكراهية عند البعض.
2. وقلوب بني البشر ثلاثة: قلوب عاطفية تحزن لأتفه الأسباب، وطبيعية تأخذ بالأسباب، وقاسية لا تؤمن بالأسباب؛ وما أكثر القلوب العاطفية عند بني يعرب!
3. وبطون بني البشر ثلاثة: بطون كبيرة تأكل الأخضر واليابس بالحلال والحرام، وبطون متوسطة تأخذ حاجتها، وبطون صغيرة تملأها نظرة العيون؛ وللأسف النوع الأول هو الغالب كنتيجة لتراجع منظومة القيم والأخلاقيات.
4. ونفسيات بني البشر ثلاثة: نفسيات راقية تحترم نفسها، ونفسيات متوسطة الرقي وتجامل في مصالحها، ونفسيات تطلب من الآخر معاملة سلبية بالمثل؛ والنفس بالطبع على ما تم تربيتها وكرامتها.
5. والفرق الفيزيائي بين العقل والقلب لا يتعدّى بضع عشرات من السنتيمترات، بيد أنه شتّان بالمقاربة الموضوعية بين لغتيهما، فالأولى واقعية والثانية عاطفية وتميل مع الريح، لكن المطلوب في معظم الأحيان تغليب لغة العقل؛ أو على الأقل المواءمة بين لغتي القلب والعقل.
6. ومعظم النَّاس هذه الأيام تُغلِّب لغة الجيوب والمصالح الخاصة -مع الأسف-، والمصالح العامة والمصالح الوطنية العليا لا يهتم بها سوى النذر اليسير من الناس! ولذلك أسباب عدّة أهمها أننا لا نعزّز الشرفاء والمخلصين ولا نجعل منهم أنموذجاً لغيرهم.
7. والنَّاس بالطبع لا تستخدم أكثر من عشرة بالمائة من عقولها لأنها ربما تركّز على لغة القلوب أكثر أو أنها لا تقوم بممارسة التفكير الإبداعي والناقد والتحليل العقلي وغيرها من الفعاليات العقلية كثيراً.
8. مطلوب الإنحياز للغة العقول أكثر لأن العِلم والمنطق والتحليل والأخذ بالأسباب يحكمها دونما اللجوء للفزعوية وردّات الفعل، وأجزم بأن الممارسة الحالية للغة العاطفة هو السبب الرئيس في حالة هوان الأمة بالإضافة لعدم إمتلاكنا لمشروع نهضوي حقيقي على غرار الأمم الأخرى!
بصراحة: الناس أجناس وعقولهم وقلوبهم وبطونهم ونفسياتهم تتباين وفق متغيرات عشوائية من الصعب ضبطها إحصائياً بسبب التغيّر كنتيجة لتباين الصفات الإنسانية، والمطلوب أفضلها بإستخدام لغة العقل والنفسية الراقية دونما كراهية.
صباح العقول العظيمة والنفسيات الراقية