هل تعاني من متلازمة التعب المزمن؟.. إليك الأسباب والعلاج

نبض البلد -
نبض البلد -
تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، عن متلازمة التعب المزمن، التي تعد جميع الفئات العمرية عرضة للإصابة بها، مع أنها أكثر شيوعا عند النساء.

وتوضح نشرة المعهد ماهية متلازمة التعب المزمن، وأسبابها، وأعراضها، وكيفية تشخيصها طبيا، إضافة إلى علاجها، ونصائح يستفيد منها المصابون بهذه المتلازمة.

متلازمة التعب المزمن هي حالة طويلة الأمد تسبب التعب المستمر(الإرهاق) الذي لا يختفي مع النوم أو الراحة ويؤثر على الحياة اليومية، إذ يؤثر بشكل شائع على الجهاز العصبي وجهاز المناعة.
في بعض الأحيان يتم تشخيصها على أنها متلازمة التعب الفيروسي. وتصيب أي شخص بما في ذلك الأطفال. لكنها أكثر شيوعًا عند النساء، وتميل إلى التطور بين منتصف العشرينيات ومنتصف الأربعينيات.

ما الذي يسبب متلازمة التعب المزمن؟
لا أحد يعرف على وجه اليقين ما الذي يسبب متلازمة التعب المزمن. ويتوقع الباحثون أن العوامل المساهمة قد تشمل: الفيروسات، وضعف جهاز المناعة، وضغط عصبى، والاختلالات الهرمونية، ومن الممكن أيضًا أن يكون بعض الأشخاص مهيئين وراثيًا للإصابة بمتلازمة التعب المزمن.
يمكن أن تحدث في بعض الأحيان بعد عدوى فيروسية. وتتضمن بعض أنواع العدوى الفيروسية التي تمت دراستها فيما يتعلق بـهذه المتلازمة تلك التي سببها: فيروس ابشتاين بار (EBV)، وفيروس الهربس البشري (6)، وفيروس الحصبة الألمانية.

أعراض متلازمة التعب المزمن:
يتمثل العرض الرئيس في الشعور بالتعب الشديد والإعياء بشكل عام. لكي يتم تشخيص متلازمة التعب المزمن، يجب أن تستمر القدرة المنخفضة بشكل كبير على أداء الأنشطة اليومية المعتادة مع التعب لمدة 6 أشهر على الأقل. وألا يكون قابلاً للشفاء مع الراحة في الفراش.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة التعب المزمن من أعراض أخرى، بما في ذلك:
- التعب الشديد بعد الأنشطة البدنية أو العقلية، والتي يشار إليها بِـ" الضيق التالي للجهد". ويمكن أن يستمر هذا لأكثر من 24 ساعة بعد النشاط.
- مشاكل النوم مثل الشعور بعدم الانتعاش بعد نوم الليل، والأرق المزمن، واضطرابات النوم الأخرى.
- آلام العضلات أو المفاصل.
- الصداع والشعور بالدوار وعدم تحمل تغيير وضعية الجسم (الانتقال من وضع الاستلقاء أو الجلوس إلى وضع الوقوف يجعلك تشعر بالدوخة أو الدوار أو الإغماء).
- التهاب الحلق أو التهاب الغدد غير المنتفخة وأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
- مشاكل في التفكير أو التذكر أو التركيز.
- ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة (خفقان القلب).
- تفاقم الأعراض مع ممارسة الرياضة.
- تختلف أعراض متلازمة التعب المزمن بناءً على الفرد وشدة الحالة.
- فقدان الذاكرة وانخفاض التركيز.
- ألم عضلي، وألم متعدد المفاصل دون احمرار أو تورم.
- التهاب الحلق المتكرر.
- تضخم وتورم الغدد الليمفاوية في الرقبة والإبطين.
تؤثر متلازمة التعب المزمن على بعض الأشخاص على شكل دورات من الأعراض، مع فترات يسوء فيها الشعور ثم يتحسن. حيث قد تختفي الأعراض في بعض الأحيان ومن ثم تعود لاحقًا، وهو ما يشار إليه بالانتكاس. هذه الدورة من الهدوء والانتكاس يمكن أن تجعل من الصعب إدارة الأعراض.

كيف يتم تشخيص متلازمة التعب المزمن؟
لا يوجد فحص دم بسيط أو أشعة سينية لتشخيص متلازمة التعب، حيث أن تعدد أعراض المرض مثل التعب العميق، وعدم الراحة أو النوم، والشعور بضعف بعد المجهود البدني أو العقلي، وصعوبة التركيز، والشعور بالدوار بعد الوقوف وأعراض أخرى قد تجعل تشخيص متلازمة التعب صعباً.
سيحتاج طبيبك إلى استبعاد الحالات أو الأسباب الأخرى قبل أن يتمكن من تشخيص هذه المتلازمة.
يجب أن يبدأ النهج العام للمريض الذي يعاني من التعب المزمن بتاريخ وفحص بدني، مع التركيز على تحديد الأعراض الأكثر إزعاجًا والتي قد تشير إلى مرض أساسي أكثر خطورة، كما يجب أن يخضع المرضى لفحص الحالة الجسدية، بما في ذلك تقييم الاكتئاب، والذي يوجد في 39 إلى 47 بالمائة من المرضى.

العلاج:
يستفيد الكثير من المصابين بمتلازمة التعب المزمن مما يلي:
- تقديم المشورة، حيث يمكن أن يساعد الأخصائي النفسي على التعامل مع الأمراض المزمنة، ومعالجة القيود في العمل أو المدرسة، وتحسين ديناميكيات الأسرة، وإدارة الاكتئاب.
- معالجة مشاكل النوم: يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة صعوبة التعامل مع الأعراض الأخرى. قد يقترح طبيبك تجنب الكافيين أو تغيير روتين وقت النوم. يمكن علاج توقف التنفس أثناء النوم باستخدام آلة تقوم بضخ الهواء من خلال ارتداء قناع خاص أثناء النوم.
- ممارسة الرياضة: غالبًا ما تؤدي التمرينات الشديدة إلى تفاقم الأعراض، ولكن الحفاظ على الأنشطة التي يتم تحملها أمر مهم أيضاً. قد تساعد أنظمة التمرين التي تبدأ بكثافة منخفضة جدًا وتزداد تدريجيًا بمرور الوقت في تحسين الوظيفة على المدى الطويل.