نبض البلد -
نبض البلد -قالت رئيسة مركز الجندر للاستشارات النسوية والاجتماعية والتدريب، الدكتورة عصمت حوسو، إن التعرض لفترات طويلة لوسائل التواصل الاجتماعي وللكم الهائل من الأخبار المتعلقة بجائحة كورونا، يشكل ضغطا نفسيا واجتماعيا على الجمهور المتلقي، كما ويتسبب بالخوف والقلق.
وأوضحت حوسو، في محاضرة عقدتها الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز)، تناولت فيها موضوع مواقع التواصل الاجتماعي بين أن تكون مصدرا للمعلومة أو مصدرا للضغط النفسي، مساء أمس الأربعاء، عبر تقنية الاتصال المرئي، ان بعض الفئات الإجتماعية أكثر تأثرا لمثل هذه الضغوط النفسية، كالمراهقين والمتزوجين والمتزوجات، خاصة أولئك الذين لديهم علاقات زوجية لا تقوم على أساس متين، وفقا لملاحظات ميدانية.
وأشارت حوسو أن الضغوطات التي سببتها التخمة الإعلامية (الكم الهائل من الأخبار والمعلومات) عن جائحة كوفيد-19 وتداعياتها، في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وما رافقها من إغلاقات وضغوطات اقتصادية، ومسؤوليات جديدة على الأسرة كالتعليم عن بعد، فضلا عن ضبابية المستقبل بشكل عام، أدت إلى توليد ضغوطات نفسية، ومن المعروف أن الضغط النفسي إذا حصل إما أن يتوجه إلى الخارج ويسبب العنف على المحيطين (عنف أسري أو مجتمعي)، أو يتوجه إلى داخل الفرد على شكل أمراض عصبية ونفسية كالقلق والتوتر والخوف والإكتئاب.
ودعت حوسو إلى ضرورة عدم تمضية وقت طويل في متابعة الأخبار المتعلقة بالجائحة، سواء في وسائل التواصل الاجتماعي أو في وسائل الإعلام، بل تحديد وقت قصير لمتابعتها، وعلى أن تكون هذه المتابعة من مصادر إخبارية موثوقة، والتأكّد من صحة هذه الأخبار بمتابعة أكثر من مصدر، فضلا عن إخضاع هذه المعلومات التي تصلنا للتمحيص بحيث نُميّز بين ما هو صحيح وما هو مزيّف أو مُغرض.
وكانت إخصائية علم النفس الإكلينيكي، ميس السمهوري، بيّنت في كلمة تقديمية لها للمحاضرة التي أدراتها، أن جائحة كورونا وفترات العزل الطويلة، ساعدت في أن تصبح وسائل التواصل الاجتماعي الجزء الأساسي في التواصل بين الناس، من حيث تبادل المعلومات والحصول على الأخبار بغض النظر عن مدى مصداقيتها.
وأضافت انه مع تزايد الاستخدام لهذه الوسائل بسبب زيادة الاعتماد على الوسائل الرقمية في العمل والتعليم، ازداد التعرّض لسيل كبير من المعلومات التي يتراوح بين الصائب والمشوّه، الأمر الذي أسهم في زيادة حالة الارتباك والقلق والغموض وعدم اليقين بما يّعرض، مشيرة إلى أن مثل هذا الضغط بات مرافقاً لكل واحد منا، الأمر الذي يدفعنا لوضعه تحت المجهر ومحاولة تحليل ظروفه النفسية والاجتماعية والإعلامية.
يُشار إلى أن الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز)، هي منظمة إغاثية طبية عالمية غير ربحية تعمل في العديد من البلدان، منها: الأردن، ولبنان، وسوريا، وتركيا.
وتقدم خدمات إغاثية طبية ونفسية، وبالنسبة للخدمات المقدمة في الأردن فهي تغطي مناطق عمان وإربد ومخيم الزعتري، وتقدّم للاجئين السوريين والأردنيين، بالإضافة إلى وجود مركزين يقدمان الخدمات النفسية في كل من عمان وإربد.
--(بترا)