نبض البلد -
من المآخذ التي سجلت على رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عمر الرزاز أنه كان كثير الطلة، وأن هذه الطلة في أغلبها لم تكن في وقتها ومكانها المناسبين، خصوصا وأن تصريحاته وأحاديثه خلال تلك الفترة لم تكن مقنعة ولم تأت بجديد، إذ أن أغلبها كان بعيدا عن الواقع، وشعاراتي، وحتى لا نظلم الرجال فإن نافلة القول تؤكد أنه كان يحاول كسب ود الشارع والتقرب منه.
وكان ذوو الخبرة من اعلاميين وسياسيين يطالبون بالتخفيف من حدة هذا الظهور، وأن تكون الحكومة السابقة أكثر اقناعا، بلا شعارات وأحاديث مبالغ بها، وتفوق امكانيات التطبيق، لكن هؤلاء أيضا يتساءلون اليوم أين رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، تساؤلهم هنا ليس لتحفيزه على الخروج بمؤتمرات أو تصريحات.
ما يشير إليه هؤلاء يتعلق بالتحديات التي يجب أن يتصدى لها الخصاونة وفريقه الوزاري، تحديدا مع تصاعد وتيرة أعداد الاصابات، والوفيات، والتي طالت عدد لا بأس به من كوادرنا الطبية، التي هي خط الدفاع الأول في مواجهة وباء كورونا، وهي التي نحن بأمس الحاجة لها اليوم لتكون صامدة ومحصنة ويتوفر لها كل احتياجاتها من أجل ضمان سلامتها.
لم نسمع من الخصاونة شيء بهذا الاتجاه حتى كتابة هذه الاسطر، حتى أن ما خرج به وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات لم يشف الغليل، ربما الرجال يحاول، لكن بلا أذرع حقيقية وأدوات تساعده على القيام بواجبه، بالتزامن مع حجم التحدي الكبير، وضعف الامكانيات، والموازنات، والنقص الحاد في الكوادر الطبية والتمريضية والفنية، في كافة الصروح الطبية الأردنية، التي بات مدراءها يئنون تحت وطأة الضغط اليومي.
الشارع الأردني، الذي اتسعت الفجوة بينه وبين الحكومة، ينتظر خطوات بهذا الاتجاه، الخوف دب قلوب سكان هذا البلد، الاصابات في تزايد، ولا إجراءات ملموسة على أرض الواقع للحد منه، سوى تصريحات لعدد من العاملين في وزارة الصحة ولجنة الأوبئة، لكنها تصريحات لا تتضمن خطوات فعلية.
الناس اليوم خائفة من كل شيء، خائفة على نفسها وأولادها من انتقال الفيروس لهم، وخائفة على أعمالها كون عجلة الاقتصاد لم تتحرك، وخائفة من النتائج التي ستترتب عليها جراء اجراء الانتخابات النيابية خصوصا بعد الفيديوهات والصور التي انتشرت من مقرات مرشحين، وخائفة على مستقبل أولادها التعليمي المجهول، وخائفة من يوم غد الذي يتميز بالغموض، على كافة المستويات الصحية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.
ربما آن أوان أن يخرج رئيس الوزراء ويعلن للناس عن خطة عمله في مواجهة كورونا في أقرب وقت ممكن، حتى لا يفقد المزيد من الحضور بين الناس ممن يترقبون أن يشكل فارقة حقيقية في العمل العام لم ينجح قبله في تحقيقها. التأخير ليس في مصلحته ولا مصلحة أحد.