نبض البلد -
كأننا موعودون بهدايا عيد الميلاد نحن وعشاق الكرة الاردنية نترقب موعد انطلاق قمة الفيصلي والوحدات الكروية .. باتت كأنها اشبه بمباريات القمة في اسبانيا مثلا بين برشلونه والريال ..او في الوطن العربي بين الاهلي والزمالك ..الهلال والنصر برغم ان المباراة تلك لا تحمل في ملاعبنا سوى التوتر والقلق لكل اركان اللعبة ..ويأتي مردودها في العادة ضعيفا متواضعا للغاية ..ان كان على الصعيد الفني الذي يأتي باهتا انعكاسا لاجواء المباراة واهمية الفوز لكلا الفريقين ..او على الصعيد المعنوي حيث تحمل القمة الكثير للفريق الفائز وعشاقه ..!!
وبرغم ذلك تبقى مباراة قمة القطبين بين الفيصلي والوحدات تشكل ما يشبه الهاجس والترقب والهم والاهتمام لاركان اللعبة برغم انها تأتي في الغالب مخالفة لتوقعات الجماهير من حيث تواضع المستوى الفني على حساب التوتر والشد العصبي الذي يطغى على مجرياتها ويجعل منها مباراة شبيهة بمباريات دوري المدارس والجامعات ان لم نقل دوري الحواري ...! فكيف لو كان الفائز فيها لا يؤهله فوزه إلاّ للانتقال خطوة مؤثرة نحو المنافسة على لقب بطولة الدوري خصوصا لفريق الوحدات المتصدر بفارق معقول من النقاط !!
اليوم في ظل جائحة كورونا والاجراءات الصحية الصارمة التي تم اتخاذها في كل ملاعب العالم ..من حيث غياب الجماهير عن المدرجات ..سوف تفتقد قمة الفيصلي والوحدات جماهيرها ومعها تفتقد أهم عنصر مؤثر من حيث الشد العصبي والتوتر والخوف الذي يطغى على اجواء الملعب وينعكس تماما على اداء اللاعبين ..فيأتي الاداء ضعيفا باهتا متواضعا ..ولهذا نفترض انه وفي غياب الجماهير سوف تكون الفرصة متاحة امام اللاعبين لتقديم الاداء البعيد عن العصبية ..لنشاهد مباراة مثيرة قوية تتناسب مع سمعة وعراقة وخبرة الفريقين .. ولو ان مستوى مباراة ما نسميها قمة يتوافق مع التسمية لكنا قد بصمنا بالعشرة لكل هذا الاهتمام الذي يرافقها.. لكننا ومنذ سنوات ماضية لم نستمتع بأي لقاء جمع الفريقين باعتبارهما يضمان في صفوفهما نخبة نجوم الكرة الاردنية من دون منازع!! .
وبرغم ذلك تبقى مباراة القطبين تحمل خصوصية ونكهة خاصة شئنا أم أبينا .. وهل أدل على ذلك من هذا الاهتمام الذي يرافق المباراة قبل ايام من انطلاقتها .. صحيح ان الوحدات يدخل اللقاء متسلحا بانتصاراته التي وضعته في الصدارة وحيدا بعيدا عن اقرب منافسيه ..وصحيح ان الفيصلي بمستواه الحالي لا يدخل الطمأنينة لنفوس عشاقه رغم اهمية المباراة ونقاطها الثلاثة التي تعيده الى المنافسة من جديد ..لكن الصحيح ايضا ان المباراة تعني الكثير ولا تقاس النتيجة بمستوى الفريقين .. وتشكل مصدر الهم والاهتمام لعشاق الفريقين ..في الاردن والوطن العربي وهو ما يفرض على اللاعبين اهمية التفرغ للاداء الفني الجميل البعيد عن الشد العصبي والتوتر غير المبرر ..لا سيما وان المباراة تقام وسط مدرجات فارغة ..تتطلب من اللاعبين تقديم وجبة جميلة لعشاق الكرة في المنازل والمقاهي بعيدا عن هوية الفائز ..بالتوفيق للفريقين .
عوني فريج