نبض البلد -
بالصدفة يتزامن موسم الزيتون والزيت والزعتر مع موسم الإنتخابات النيابية؛ فموسم الزيتون والزيت قصة أردنية لا يفهما إلا من يعيشها على اﻷرض، وإن كان اﻷمر يبدو سهلاً لكن معانيه كبيرة، فالزيتون ورد في محكم كتابه العظيم كشجرة مباركة، والزيت فيه شفاء للناس، والزيت والزيتون والزعتر على مائدة إفطار اﻷردنيين والفلاحين بشكل يومي أيام الإنتخابات وغيرها، وأنا شخصياً أتناول مائدة الزيت والزعتر على الفطور مدى عمري لقناعتي بجدواهم الصحي والطبي وحتى في تنمية الذاكرة والفطنة والذكاء؛ وأتطلع ليحذو النواب والمستنوبون ذلك ليشعروا جلهم قيمة الفلاحين والأرض والزيتون والزعتر والزيت؛ فموسم الإنتخابات ومواسم الخير تهلّ سويّة على الجميع:
1. خلط السياسة بالزراعة ليس عفواً ولا بالصدفة؛ فالساسة والحزبيون يمتلكون البرامج والخطط لتطوير القطاعات كافة سواء الزراعية أم غيرها.
2. مثلث الزيتون والزيت والزعتر يشكل حكاية أردنية بإمتياز، وبداية موسم الزيتون له نكهة خاصة وطعم خاص ورائحة خاصة؛ والأميز في ذلك أنها باتت ماركة أردنية مسجلة بإمتياز.
3. الزيتونة المباركة ربما تكون شجرة العاجز ﻷنها لا تحتاح لرعاية، لكنها مصدر عيش لكثير من اﻷردنيين سواء من يملكها أو من يساهم في جمع ثمارها، ولذلك مطلوب من النواب والمستنوبين ضرورة إمتلاك برنامج وخطط لتطوير الزراعة والإعتماد على الذات وحماية شجرة الزيتون.
4. الزيت اﻷردني وخصوصاً اﻷربدي والكفاري مميز بطعمه لخصوصية تربته الحمراء، ومائدة الزيتون والزيت والزعتر تكشف عذوبة طعمه، والمسخن البلدي وغيره من الأكلات المميزة في هذا الموسم لها نكهات خاصة؛ فمطلوب من النواب والمستنوبين ضرورة إيجاد أسواق تصديرية للزيت الأردني الذي نفاخر الدنيا به.
5. منظر شجرة الزيتون رائع وثمرها رائع ومنتج ثمرها رائع ومن يعيش حولها رائعون ومن يقطفها رائعون، أولئك هم أهلي اﻷردنيون، ويحق لي أن أتغزل بهم وبها؛ فهنيئاً لمن رعى شجرة الزيتون وقطف ثمارها.
6. تحتاج شجرة الزيتون منا لشكر النعمة وإعطاءها أكثر من العناية لتعطينا أكثر، فهي مصدر رزق لجل الفلاحين وداعم ﻹقتصادنا الوطني، وتحتاج من الحكومة دعم مزارعيها وإيجاد المصانع الخاصة بتعليب منتجاتها وتسويقها أيضاً؛ ولذلك فمجلس النواب القادم يحتاج لإمتلاك خطة تنفيذية لدعم المزارع وشجرة الزيتون ومنتجاتها.
7. الزيتون والزيت والزعتر فعلاً منظومة متكاملة من اللون والطعم والرائحة والحكاية والعطاء واﻹيمان واﻹنتماء، وتتزامن مع موسم الرمان أيضاً، غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون؛
وكل ذلك يساهم في دعم الإقتصاد الوطني الأردني؛ فالتحدي الأبرز أمام الحكومة ومجلس النواب إقتصادي بإمتياز؛ والأجدى أن ينطلق الجميع لدعم القطاع الزراعي ليعود الشباب إليه وليساهم في كبح جماح البطالة ويخلق فرص عمل.
بصراحة: موسم الزيتون أردني بإمتياز ﻷن فيه تعلق بالجذور وحب للشجرة المباركة واﻷرض واﻹنسان، وفيه لذة الحياة كلها في البذل والعطاء واﻷخذ، وموسم القطاف سمفونية ومنظومة متكاملة، ونحتاج نحن اﻷردنيون حكومة ونواب ومواطنين لتقدير وعطاء هذه الشجرة الرمزية أكثر؛ وأفضل تقدير للعطاء يتم من خلال مساهمة النواب في دعم البرامج الحكومية التي تعتمد على الذات وفي القطاع الزراعي تحديداً.
صباح الزيتون والزيت والزعتر