يعدّ ضيق التنفس شائعاً جداً لدى مرضى السرطان، بحيث تشير الدراسات إلى أن حوالي 50 إلى 70 في المئة من المصابين بالسرطان يعانون من أعراض ضيق التنفس في مرحلة ما أثناء مرضهم. وغالبا ما تكون هذه الأعراض حادة عند مرضى سرطان الرئة.
أما سرطان القولون، فقد يؤدي في بعض الأحيان أيضاً إلى ظهور أعراض ضيق التنفس. ويمكن أن يحدث ذلك بسبب العديد من المشاكل الصحية أبرزها:
- فقر الدم
تعد خلايا الدم الحمراء من العناصر الأساسية في الدم التي تساعد في ربط وحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم. الهيموغلوبين أيضاً هو جزء من خلايا الدم الحمراء يلعب دوراً رئيسياً في ربط الأكسجين. ونخاع العظام هو المكان الذي يتم فيه إنتاج خلايا الدم الحمراء في الجسم.
يمكن أن تؤثر بعض حالات الأشخاص المصابين بسرطان القولون على نخاع العظام وتسبب فقر الدم، وهي حالة يعاني فيها المريض من نقص في خلايا الدم الحمراء (الهيموجلوبين). وعند اشتداد هذا النقص، قد يتأثر إمداد الأكسجين الموزع لخلايا الجسم. في الواقع، يرتبط فقر الدم بالضعف والتعب لأن الدم لا يحمل كميات كافية من الاكسجين، مما يؤدي إلى الشعور بضيق التنفس.
- المرحلة المتقدمة من سرطان القولون
في مرحلة متقدمة من المرض، يمكن أن ينتشر سرطان القولون في الرئة مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الشعب الهوائية. يمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى تضييق الأنابيب التي تحمل الهواء، ومنع دوران الهواء (بما في ذلك الأكسجين) إلى الرئتين. نتيجة لذلك، سيكون من الصعب جداً أخذ نفس عميق.
وإذا كان السرطان قد أثر على الغطاء الخارجي للرئتين، فمن الشائع جداً أن تتجمع السوائل. يمكن أن يتسبب تراكم السوائل الزائد بين غشاء الجنب والأغشية الجمع (طبقتان من الأنسجة تغطي الرئتين) في حدوث حالة تسمى الانصباب الجنبي الذي يمكن أن يمنع الرئتين من التمدد بشكل صحيح عند التنفس. وهذا يمكن أن يجعل التنفس أكثر صعوبة.
- انسداد الوريد الأجوف العلوي
علاوة على ذلك، هناك أيضاً حالة تسمى SVCO (انسداد الوريد الأجوف العلوي). وهو مرتبط بانسداد في الأوعية الدموية الرئيسية الكبيرة في الرقبة، مما يوقف عودة الدم إلى القلب من الذراعين والرأس. وبذلك يمكن أن يؤدي SVCO إلى تورم القصبة الهوائية وبالتالي ينتج عنه أعراض ضيق التنفس.