الدكتور محمد طالب عبيدات

محمد عبيدات يكتب :إستحقاق دستوري في زمن كورونا

نبض البلد -

مع صدور اﻹرادة الملكية السامية وفق الفقرة اﻷولى من المادة 34 من الدستور ﻹجراء اﻹنتخابات النيابية لمجلس النواب التاسع عشر وفق أحكام القانون، فإننا ندخل مرحلة إستحقاق دستوري للبدء بالترتيبات اللازمة للإنتخابات كل حسب إختصاصه؛ إذ شرعت الهيئة المستقلة للإنتخاب بتحديد العاشر من تشرين الثاني ليكون موعداً للإستحقاق الدستوري وعدّلت التعليمات التنفيذية للإنتخابات لتتواءم مع بيئة جائحة كورونا دون إفتتاح للمقار الإنتخابية وبهرجات الأطعمة وغيرها والإلتزام بشروط السلامة والصحة العامة والتباعد الجسدي:

١. الرسالة الملكية من وراء إجراء اﻹنتخابات ترمي للمضي قدما باﻹصلاح الشامل ومنها السياسي في ظل بيئة اﻷمن واﻹستقرار التي ننعم بها بالأردن الوطن في خضم معاناة عالمية من جائحة كورونا؛ مما يؤشر بنجاح الدولة الأردنية في الملفات الطبية والإجتماعية والسياسية صوب صناديق الإقتراع وبإنتخابات حرّة نزيهة وشفافة.

٢. الرسالة الملكية لإجراء الإنتخابات حتماً لا تعني حل مجلس النواب وإستقالة الحكومة؛ بل تؤكد على أنه لا تمديد لمجلس النواب الحالي؛ لكنها تعطي الإيذان بالبدء فعلياً في مراحل الإنتخابات السبعة من خلال الهيئة المستقلة للإنتخاب.

٣. الرسالة الملكية للإنتخابات تأتي كرد على كل من تسول له نفسه بالعبث بأمننا الوطني وأن اﻷردن قلعة تتحطم عليه كل أدوات خفافيش الظلام ومثيري الفتنة واﻹرهابيين والمتطرفين والمندسين واﻹنتهازيين السياسيين وعزّيفي الأوتار ومُستغلي الفرص والمغرّدين خارج السرب وغيرهم.

٤. الرسالة الملكية للإنتخابات تؤكّد على إحترام كبير للمؤسسة العسكرية والأمنية وتقدير دورهم الكبير إبان جائحة كورونا وقبلها وبعدها؛ فالجيش والأمن من القطاع العسكري والجيش الأبيض من القطاع الطبي يستحقان المزيد من كل أردني شريف وقلبه على الوطن.

٥. الرسالة الملكية إيذان ببدء مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للإنتخاب لتحديد العاشر من تشرين الثاني الحالي كيوم اﻹنتخاب ليساهم ويشارك كل أردني شريف في وضع اختياره من خلال ورقة الإنتخاب في صناديق الإقتراع.

٦. مطلوب من الهيئة المستقلة للإنتخاب التحضيرات واﻹستعدادات واللوجستيات ﻹجراء اﻹنتخابات في زمان كورونا والتي من المفروض أن تكون تعليماتها التنفيذية فريدة لتتواءم مع بيئة كورونا دونما أي تفاقمات للوضع الوبائي لا سمح الله؛ والكرة في مرمى الهيئة والحكومة لضمان شفافية ونزاهة اﻹنتخابات.

٧. مطلوب من الحكومة تحفيز المشاركة من خلال رفع مستوى الثقة لدى المواطن للمشاركة بالعملية اﻹنتخابية وتوفير البيئة اللازمة ﻹجراء اﻹنتخابات؛ والوقت لصالح الجميع في هذا الشأن..

٨. مطلوب من المواطنين الوقوف في خندق الوطن وإنتخاب اﻷكفأ واﻷفضل وتغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح الضيقة؛ ومطلوب منهم الإلتزام بالشروط العامة والصحيةوالتباعد الجسدي وفق إعلانات الحكومة.

٩. مطلوب تعظيم منجزنا الديمقراطي والبناء عليه لنواءم بين اﻷمن والديمقراطية في أحلك الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم ليبقى اﻷردن نموذجاً متميزاً للأمن والديمقراطية على السواء؛ ولنسجّل قصة نجاح وطنية لإنتخابات تاريخية ونزيهة في عهد جائحة كورونا.

١٠. مطلوب تعظيم مشاركة الشباب ليكون لهم رأي مؤثر على مستوى الوطن؛ ومطلوب عناصر شبابية للسباق؛ ومطلوب صنّاع للغد وأدوات للتغيير بين صفوف الشباب الناجحين.

بصراحة: اﻹرادة الملكية السامية لإجراء اﻹنتخابات بمثابة اﻹيذان بإنطلاق السباق للمترشحين لمجلس النواب، وعلى الجميع المشاركة باﻹنتخابات كحق وواجب دستوري، وعلى الحكومة وضع الضمانات اللازمة لذلك، وعلى الهيئة المستقلة للإنتخاب ترتيب كل اﻷمور ﻹتمام العملية اﻹنتخابية بشفافية ونزاهة وفق روى جلالة الملك المعزز.

صباح الوطن الجميل