سامر نايف عبد الدايم

التحريج الوطني... وتهميش الجمعيات البيئية

نبض البلد -

قبل أيام أطلق وزير البيئة ووزير الزراعة المكلف الدكتور صالح الخرابشه مشروع التحريج الوطني الذي تنفذه وزارة البيئة بالشراكة مع وزارة الزراعة وعدد كبير من الجهات الداعمة... لزراعة عشرة ملايين شجرة حرجية موزعة على مساحات جغرافية قابلة للتحريج في المملكة لزيادة كثافة الغطاء النباتي فيها وإنشاء غابات جديدة وتشجير جوانب الطرق خلال فترة قد تمتد لنحو عشرة سنوات قادمة....

مشروع التحريج الوطني سيفتح المجال لإعادة التوازن للنظام البيئي من خلال العمل على زيادة الغطاء النباتي الذي تأثر سلبا وبشكل ملحوظ لأسباب قد تعود للاعتداء الجائر على الثروة الحرجية او التدهور الطبيعي لسلامة الغابات بسبب تقدم الأشجار بالعمر او تغير العوامل الجوية وأهمها تغير النمط المطري او بفعل بعض الآفات...

وهنا نطالب وزارة البيئة والزراعة برفع الوعى المجتمعي وتعديل السلوك السلبي والوقوف على أهم الأسباب التي تدفع البعض للاعتداء على الغابات ومعالجتها من خلال حملات إعلامية توعوية عامة وموجهة، ويمكن الاستعانة بالجمعيات البيئية المنتشرة بمختلف محافظات المملكة ، فهي الشريك الاستراتيجي لوزارة البيئة .

في مثل هذه البرامج والمشاريع لا يجب تهميش دور الجمعيات البيئية ، وهنا أضع هذه الملاحظة أمام وزير البيئة وهي الاهتمام بالجمعيات البيئية في المحافظات الأقل حظًاً ، وتقديم الدعم لهم ، وتشجيع المشاريع البيئية من خلال دعم صندوق حماية البيئة التابع للوزارة ،وإدارة التعويضات البيئية التي لا نعلم لماذا توقفت عن أداء دورها في دعم المشاريع البيئية ؟؟ وأين هي مخصصات دعم مشاريع الجمعيات البيئية ؟؟

لا نريد أن تنحصر التنمية البيئية والدعم في عمان فقط .. وأكرر دعوتي المستمرة إلى وزارة البيئة نحتاج إلى خطة وطنية يشارك بها الجميع وهو مطلب وطني وانساني هدفه الحفاظ على البيئة ولن يكون ذلك ولن يتم إلا بالانتماء لبيئة اردننا الغالي وتحقيقاً لرسالة جلالة الملك المعظم عبدالله الثاني عندما قال: " تتعرض البيئة الإنسانية للجور والاعتداء ،وهي بحاجة إلى عناية خاصة تضمن تفعيل التشريعات وتطويرها ، وتوفير الكفاءات المتخصصة القادرة على العمل الميداني الجاد، وتفعيل مشاركة جميع المؤسسات والهيئات الرسمية والأهلية بهدف حماية التربة والماء والهواء من التلوث وحماية الأرض الزراعية من الاعتداء ومكافحة التصحر وانجراف التربة وصيانة المحميات الطبيعية، والقيام بجهد وطني شامل للتحريج وتطوير الغابات " .

وهذه تترجم اللقاءات الملكية المستمرة مع شباب الوطن في مناسبات عديدة وأخذت رسائل عنوانها العريض " تمكين الشباب الأردني" جلالته يؤكّد دائماً على أهميّة دور الشباب في الحياة العامّة وضرورة دمجهم في العمل العام، وتصعيدها للمواقع القياديّة.


mediacoverage2013@gmail.com