نبض البلد -
نبض البلد -
حازم الراوي
اذا كان الفايروس كورونا قد قيد حركة البشر بعد أن قتل الآلاف منهم وشل حركة الطيران ودمر الاقتصاد العالمي وحجم العولمة الثقافية وفرض التعامل بين الناس والتعليم وإدارة الموارد والشركات عن بعد باستخدام التكنولوجيا ، واذ استنهض الجيش الأبيض من ذوي المهن الطببة هممه بكل طاقاته وكوادره للتصدي لهجوم فايروس طبي خفي ، واذا كانت الإجراءات الاحترازية في التباعد والتعقيم كفيلة بالوقاية منه ، فكيف نتصور حال المعمورة وأهلها لو هاجمها فايروس الكتروني قادم من نيزك ما او من كوكب آخر او مجهول المصدر؟
ماذا سيكون حال القوى العظمى ان تمكن هذا الفايروس من تعطيل كافة المنظومات الالكترونية؟ وكيف سيكون حال الأقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية ومنظومات الصواريخ البالستية والقنوات التلفازية الفضائية والغواصات النووية وحاملات الطائرات ومخزونات الاسلحة النووية وأجهزة ملاحة طائرات النقل والشحن والمقاتلة..وكيف سيكون حال الشركات متعددة الجنسيات والمصانع العملاقة والبنوك والمصارف بلا انترنت ؟ وما هو مصير أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية ؟ وما هو مصير التعليم عن بعد ، بل مصير التعليم عموما بعدما تم الاعتماد في الرياضيات والعلوم التطبيقية والاحصائية على الحاسبات ، والاعتماد في العلوم الأخرى على جهوزيتها بتناول اليد في شبكة المعلومات الدولية عقب افراغ عقول التلاميذ والطلبة بمختلف مراحل الدراسة من أغلب المعارف حتى جدول الضرب؟
فهل سيفكر استراتيجيوا الدول التي كانت تسمي نفسها(العظمى) فخارت قواها بالفايروس الخفي ، والذين كانوا يتباهون ويتبارون بامتلاك الترسانات النووية والتكنولوجيا الفائقة والاقتصاد المتين ، هل سيفكرون باتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية والدفاعية كي لا يتفاجئوا ، ويتفادوا او يجابهوا هذا الهجوم مثلما تفاجئوا بهجوم فايروس كورونا .
ان عالم ما بعد كورونا ينبغي ان يفرض على تلك القوى قسرا رسم خطط وخطوط جديدة قائمة على التوازن وإعادة صياغة نمط الحياة بنظرة انسانية وحضارية وعلمية وعدم التعالي على الآخرين بما يمتلكون من معطيات( القوة) التي ستنهار حتما وتتبدد ان تمردت ولم تستفق من اثار ونتائج كورونا..
وبغض النظر عن تلك التخمينات التي استقرأها أنشتاين عندما سئل عن اسلحة الحرب العالمية الثالثة فقال لا أعلم إنما أرى أن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصي والحجارة..فلا يعلم بالغيب إلا الله تعالى وصدق المعتصم بالله في مقولته الشهيرة( كذب المنجمون ولو صدقوا ) فإن هذه القوى ستعيد عالمنا فعلا إلى عصور الجهل والتخلف وعند ذاك لا اقمار اصطناعية تنفع ولا ترسانة نووية تردع ولا قوة عسكرية تقمع..والله وحده المستعان