توجه أردني لحل مشكلة التغير المناخي والجفاف البيئي

نبض البلد -

 

الأولى في الوطن العربي

نبض البلد – عمان - سامر نايف عبد الدايم

يُعد الأردن من أولى دول الشرق الأوسط والدول العربية التي تتوجه بأنظارها إلى مشكلة التغير المناخي والجفاف البيئي, بل وتسعى إلى إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة البيئية الكبيرة, حتى تتمكن من القضاء على هذه المخاطر والعمل على حلها بحلول الأعوام القليلة القادمة.

الاردن بدورها قامت بالمصادقة على عدد من الاتفاقيات الدولية بهدف تعزيز التعاون فيما بينها من خلال إتخاذ إجراءات تهدف للتصدي للتغير المناخي،مع إحترام ومراعاة إلتزاماتها بحقوق الإنسانكافة، فضلاً عن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، لذلك هنالك ضرورة ملحة للإستعجال في التصدي للتغيرات المناخية.

ومن ابرز هذه الاتفاقيات الإتفاقية الإطارية للتغير المناخي والتي تعد مظلة للعمل المناخي العالمي وتهدف إلى توطيد الإستجابة العالمية للتهديد الذي يشكله تغير المناخ في سياق التنمية المستدامة وجهود القضاء على الفقر للحد من إرتفاع درجات الحرارة، وتعزيز القدرة على التكيف مع الآثار الضارة لتغير المناخ وخفض مستويات الغازات الدفيئة، بالاضافة الى تسخير التمويل المالي من أجل العمل على خفض إنبعاثات الغازات الدفيئة.

والى جانب الإتفاقيةالإطارية, هن اكبروتوكولكيوتوالذي تم تبنيه في ديسمبر 1997, الذي إستحداث تعهدات قانونيةتلزم 38 دولة صناعية منضمنها 11 دولةفي وسط وشرقأوروبا, بتقلي لإنبعاثاتها منالغازات الدفيئة بمعدل %2.5 عماكانت عليه فيعام 1990, وذلك خلال الفترةمن 2008 وحتى عام 2012.

وحول اسهامات الاردن في حل قضية التغير المناخي، قامت بعدة اجراءات كان من ابرزها تقديمها تقريرالبلاغات الوطنيةالأول (INC) إتفاقية الامم المتحدةالأطارية وذلك فيعام 1998 وبذلكتعتبرالأردنأولبلدناميقومبهذاالدور، وتنفيذ دراسةتقييميةبعنوان "التأثروالتكيف" (A&V) معتغيرالمناخ ”،وتم تنفيذ مشروعبناءمنشأة الغاز الحيوي التجريبي لتوليدالكهرباءوتقليلإنبعاث غازالميثان فيعام 2000، بالاضافة الى تأسيس اللجنة الوطنية لمتابعة التغير المناخي في الأردن في العام 2001.

وواصل الاردن ااجراءاته للإسهام في حل هذه المخاطر في العام 2003 حيث عملت في مجال آلية التنمية النظيفة بالتعاون مع "CMD" ووزارة البيئة التي لعبت دورا رئيسي في تحديد واعتماد مشاريع آلية التنمية النظيفة، وتنفيذ مشروع "التفييم الذاتي للقدرات الوطنية لادارة البيئة العالمية الذي يهدف الى دعم البلدات في تحديد ادواق السوق المناسبة لتوسيع نطاق جهود التخفيف من اثار التغير المناخي.

وبهدف تعزيز الانتاج الزراعي، وتوفير مصدر نظيف ومستدام للطاقة في عمليات ضخ المزارع للمياة، نفذت الاردن مشروع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة من خلال تجهيز المزارع المروية بنحو 300 منشأة لضخ المياة بالطاقة الشمسية في غور الاردن والمناطق المرتفعة، واستبدال مضخات الديزل بمضخات تعمل بالطاقة الشمسية، بالاضافة الى تنفيذ مشروع الدعم المؤسسي للتعريف بملوثات المناخ والهواء قصيرة الاجل بهدف مقاومة آثار التغيرات المناخية من خلال ادماج وتعزيز اجراءات تخفيف انبعاثات ملوثات المناخ في النشاطات اليومية ذات العلاقة ورفع الوعي بضرورة استدامتها.

ولتحقيق الافادة الكاملة من الاتفاقيات والبروتوكولات التي وقعهاالاردني جب الالتزام ببعض المتطلبات عن طريق العمل مشترك والسعي الى اتخاذ التدابيرووضع الاستراتيجيات بهدف تطويرالتكنولوجيا ونقلها لتحسين القدرةعلى تحمل تغيرالمناخ وخفض إنبعاثات الغازات الدفيئة،وتقديم الدعم المالي إلى البلدان النامية من أجل تنفيذ هذه المادة بهدف تحقيق التوازن بين دعم التخفيف والتكيف،بالاضافة الىنشرالمعلومات المتعلقة بالتغيرالمناخي وتقديم الدعم والارشادات التقنية حتى يصل الموطن لمرحلة الوعي المطلوبة للتغلب على هذه المخاطر.

لذا من المفترض أن تعمل أطراف الإتفاقية على تعزيز وتطويرقدرات اللجنة الوطنية للتغيرالمناخي لزيادة المعرفة وتكامل السياسات وإدراج ما يطرأ على التغيرالمناخي من مفاهيم جديدة وتحديثات. كما يستلزم تأسيس فريق متكامل لمتابعة القرارات التي ستنتج عن هذه الاتفاقية في المراحل القادمة.

الدراسات الحديثة تشير الى ان التغيرات المناخية تعتبر من اهم مشكلات العصر الحالي، لما تسببه من اضرار على صحة الانسان وعلى المحاصيل الزراعية والنباتية، بالاضافة الى تأثيرها السلبي على الغابات والمساحات الخضراء، وتغلغل مياة البحار المالحة في التربة واختلاطها مع المياة الجوفية العذبة، بالاضافة الى تأثيرها على منسوب المياة في البحار والمحيطات نتيجة لارتفاع درجات الحرارة.

وتوضح ان الانشطة البشرية وملوثات المناخ قصيرة الاجل من اهم مسببات التغييرالمناخي، كـ زيادة انبعاث الغازات الدفينة، وانبعاث عوادم السيارات والمصانع والمخلفات الصلبة والتي تمثل هذه الملوثات ثاني اكبر مسبب للإحتباس الحراري بما لها من تأثير سلبي على البيئة والصحة والزراعة.

من الجدير ذكره ان الاردن كغيرها من دول العالم تتعرض لمخاطربيئيةقد تضربمناخها الطبيعي،حيث انه يسودفيها المناخ المداريالجاف ومناخ الاستبس الدافيء بالاضافةالىمناخ البحرالمتوسط،في طقس حار وجاف صيفا ولطيفارطبا فيالشتاء، ومن اجل التصدي لهذهالمخاطرالتي تعتبرعالمية يتوجبعلى جميع الدولالاتحاد فيما بينهاعلى هذه ا لتغيراتالمناخية التي تهدد الجميع.